الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ساء ما يحكمون [4]

                                                                                                                                                                                                                                        قدر أبو إسحاق "ما" تقديرين أحدهما أن تكون في موضع نصب بمعنى ساء شيئا يحكمون، والتقدير الآخر أن يكون "ما" في موضع رفع بمعنى ساء الشيء حكمهم وقدرها أبو الحسن بن كيسان تقديرين آخرين سوى ذينك: أحدهما أن يكون "ما" مع يحكمون بمنزلة شيء واحد، كما تقول: أعجبني ما صنعت أي صنيعك، [قال: وإن قلت ساء صنيعك] لم يجز، والتقدير الآخر أن يكون "ما" لا موضع لها من الإعراب وقد قامت مقام الاسم لساء، وكذا نعم وبئس. قال أبو الحسن بن كيسان : وأنا أختار أن أجعل لما موضعا في كل ما أقدر عليه نحو قول الله جل وعز: فبما رحمة من الله وكذا فبما نقضهم ميثاقهم وكذا أيما الأجلين قضيت "ما" في موضع خفض في هذا كله وما بعدها تابع لها، وكذا إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة "ما" في موضع نصب وبعوضة تابعة لها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية