[ ص: 3 ]
بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير سورة الحج
وهي مكية ، سوى ثلاث آيات : قوله تعالى : هذان خصمان إلى تمام ثلاث آيات ؛ قاله ابن عباس ، ومجاهد . وعن ابن عباس أيضا ( أنهن أربع آيات ) ، قوله عذاب الحريق وقال الضحاك ، أيضا : ( هي مدنية ) - وقاله وابن عباس قتادة - إلا أربع آيات : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي - إلى - عذاب يوم عقيم فهن مكيات . وعد النقاش ما نزل بالمدينة عشر آيات . وقال الجمهور : السورة مختلطة ، منها مكي ومنها مدني . وهذا هو الأصح ؛ لأن الآيات تقتضي ذلك ، لأن يا أيها الناس مكي ، و يا أيها الذين آمنوا مدني . الغزنوي : وهي من أعاجيب السور ، نزلت ليلا ونهارا ، سفرا وحضرا ، مكيا ومدنيا ، سلميا وحربيا ، ناسخا ومنسوخا ، محكما ومتشابها ؛ مختلف العدد .
قلت : وجاء في ما رواه فضلها الترمذي ، وأبو داود ، عن والدارقطني ، عقبة بن عامر قال : قلت : . لفظ يا رسول الله ، فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين ؟ قال : نعم ، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما الترمذي . وقال : هذا حديث حسن ليس إسناده بالقوي .
واختلف أهل العلم في هذا ؛ فروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنهما قالا : فضلت سورة الحج بأن فيها سجدتين . وبه يقول وابن عمر ابن المبارك ، والشافعي ، وأحمد ، وإسحاق . ورأى بعضهم أن فيها سجدة واحدة ؛ وهو قول . روى سفيان الثوري [ ص: 4 ] عن الدارقطني عبد الله بن ثعلبة قال : رأيت عمر بن الخطاب سجد في الحج سجدتين ؛ قلت في الصبح ؟ قال في الصبح .
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم
روى الترمذي ، عن عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى قوله ولكن عذاب الله شديد قال : أنزلت عليه هذه الآية وهو في سفر فقال : أتدرون أي يوم ذلك ؟ فقالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : ذاك يوم يقول الله لآدم ابعث بعث النار قال : يا رب ، وما بعث النار ؟ قال : تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد إلى الجنة . فأنشأ المسلمون يبكون ؛ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قاربوا وسددوا ، فإنه لم تكن نبوة قط إلا كان بين يديها جاهلية - قال : فيؤخذ العدد من الجاهلية ، فإن تمت وإلا كملت من المنافقين ، وما مثلكم والأمم إلا كمثل الرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، فكبروا ، ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة - فكبروا ؛ ثم قال : إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة فكبروا . قال : لا أدري قال الثلثين أم لا . قال : هذا حديث حسن صحيح ، قد روي من غير وجه ، عن لما نزلت الحسن ، عن عمران بن حصين . وفيه : يأجوج ومأجوج ، ومن مات من بني آدم وبني إبليس قال : فسري عن القوم بعض الذي يجدون ؛ فقال : اعملوا وأبشروا فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير ، أو كالرقمة في ذراع الدابة قال : هذا حديث حسن صحيح . وفي صحيح فيئس القوم حتى ما أبدوا بضاحكة ، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : اعملوا وأبشروا ، فوالذي نفسي بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه مسلم ، عن أبي سعيد [ ص: 5 ] الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يأجوج ومأجوج ألفا ومنكم رجل . وذكر الحديث بنحو ما تقدم في حديث يقول الله تعالى : يا آدم ، فيقول : لبيك وسعديك والخير في يديك - قال - يقول : أخرج بعث النار ، قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين ، قال : فذاك حين يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى ، وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد . قال : فاشتد ذلك عليهم ؛ قالوا : يا رسول الله ، أينا ذلك الرجل ؟ فقال : أبشروا فإن من عمران بن حصين . وذكر قال : حدثنا أبو جعفر النحاس أحمد بن محمد بن نافع ، قال حدثنا سلمة ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة ، أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم إلى ولكن عذاب الله شديد قال : نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسير له ، فرفع بها صوته حتى ثاب إليه أصحابه فقال : " أتدرون أي يوم هذا ؟ هذا يوم يقول الله - عز وجل - لآدم - صلى الله عليه وسلم - : يا آدم ، قم فابعث بعث أهل النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون إلى النار ، وواحد إلى الجنة . فكبر ذلك على المسلمين ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : سددوا ، وقاربوا وأبشروا ، فوالذي نفسي بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الحمار ، وإن معكم خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه يأجوج ومأجوج ، ومن هلك من كفرة الجن والإنس . عن
قوله تعالى : يا أيها الناس اتقوا ربكم المراد بهذا النداء المكلفون ؛ أي اخشوه في أوامره أن تتركوها ، ونواهيه أن تقدموا عليها . والاتقاء : الاحتراس من المكروه ؛ وقد تقدم في أول ( البقرة ) القول فيه مستوفى ، فلا معنى لإعادته . والمعنى : احترسوا بطاعته عن عقوبته . قوله تعالى : إن زلزلة الساعة شيء عظيم الزلزلة شدة الحركة ؛ ومنه وزلزلوا حتى يقول الرسول . وأصل الكلمة من زل عن الموضع ؛ أي زال عنه وتحرك . وزلزل الله قدمه ؛ أي حركها . وهذه اللفظة تستعمل في تهويل الشيء . وقيل : هي الزلزلة المعروفة التي هي إحدى هذا قول الجمهور . وقد قيل : إن هذه الزلزلة تكون في النصف من شهر رمضان ، ومن بعدها طلوع الشمس من مغربها ، فالله أعلم . شرائط الساعة ، التي تكون في الدنيا قبل يوم القيامة ؛
سورة الحج
- قوله تعالى يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم
- قوله تعالى يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت
- قوله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد
- قوله تعالى يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب
- قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيي الموتى
- قوله تعالى ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير
- قوله تعالى ومن الناس من يعبد الله على حرف
- قوله تعالى يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه
- قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار
- قوله تعالى من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء
- قوله تعالى وكذلك أنزلناه آيات بينات
- قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا
- قوله تعالى ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر
- قوله تعالى هذان خصمان اختصموا في ربهم
- قوله تعالى كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها
- قوله تعالى إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات
- قوله تعالى وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد
- قوله تعالى إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله والمسجد الحرام
- قوله تعالى وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا
- قوله تعالى وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا
- قوله تعالى ليشهدوا منافع لهم
- قوله تعالى ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
- قوله تعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
- قوله تعالى ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام
- قوله تعالى الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم
- قوله تعالى والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير
- قوله تعالى لن ينال الله لحومها ولا دماؤها
- قوله تعالى إن الله يدافع عن الذين آمنوا
- قوله تعالى أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
- قوله تعالى الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله
- قوله تعالى وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود
- قوله تعالى فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة
- قوله تعالى أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها
- قوله تعالى ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده
- قوله تعالى وكأين من قرية أمليت لها وهي ظالمة ثم أخذتها
- قوله تعالى قل يا أيها الناس إنما أنا لكم نذير مبين
- قوله تعالى وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى
- قوله تعالى ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض
- قوله تعالى وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك
- قوله تعالى ولا يزال الذين كفروا في مرية منه حتى تأتيهم الساعة
- قوله تعالى الملك يومئذ لله
- قوله تعالى والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا
- قوله تعالى ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله
- قوله تعالى ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل
- قوله تعالى ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل
- قوله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فتصبح الأرض مخضرة
- قوله تعالى له ما في السماوات وما في الأرض
- قوله تعالى ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض
- قوله تعالى وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم
- قوله تعالى لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه
- قوله تعالى وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون
- قوله تعالى ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض
- قوله تعالى ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا
- قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر
- قوله تعالى يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له
- قوله تعالى ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز
- قوله تعالى الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس
- قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم
- قوله تعالى وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم