الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              1357 [ ص: 297 ] 13 - باب: صدقة السر وقال أبو هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما صنعت يمينه". وقال الله تعالى: وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم [البقرة: 271]. [فتح: 3 \ 288]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              أما الآية الكريمة فقد سلف الكلام فيها في الباب قبله واضحا، ومعنى أولها: إن تبدوا أي: إن تظهروا. وفي: (نعما) قراءات، ليس هذا موضعها، ومعنى الإخفاء: السر.

                                                                                                                                                                                                                              وأما هذا التعليق فقد أسنده فيما مضى في باب: من جلس في المسجد ينتظر الصلاة . ويأتي قريبا أيضا ، وتأولوا الإخفاء فيه على صدقة التطوع، وهو ضرب مثل في المبالغة في الإخفاء; لقرب الشمال من اليمين، وإنما أراد بذلك أن لو أراد أن لا يعلم من يكون على شماله من الناس ما تتصدق به يمينه لشدة استتاره، وهذا على المجاز كقوله تعالى: واسأل القرية [يوسف: 82]; لأن الشمال لا توصف بالعلم. وكافة العلماء على الإسرار في التطوع دون الفرض .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله تعالى: والله بما تعملون خبير [البقرة: 234] أي: في صدقاتكم من إخفائها وإعلانها، وفي غير ذلك من أموركم، ذو خبرة [ ص: 298 ] وعلم لا يخفى عليه شيء، فهو محيط به محص له حتى يجازيهم بالقليل والكثير. فإن قلت : بداءة المصنف بالحديث ثم بالآية وكان الأولى عكسه. قلت: كأن -والله أعلم- أن الآية في الباب قبله نص فيه، فأشار إليها ثم أردفه بالأخرى.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية