الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              3374 (31) باب

                                                                                              خروج النساء في الغزو

                                                                                              [ 1321 ] عن أنس: أن أم سليم اتخذت يوم حنين خنجرا، فكان معها فرآها أبو طلحة ، فقال: يا رسول الله! هذه أم سليم معها خنجر، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ما هذا الخنجر؟ قالت: اتخذته، إن دنا مني أحد من المشركين بقرت به بطنه، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يضحك، قالت: يا رسول الله! اقتل من بعدنا من الطلقاء انهزموا بك! فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "يا أم سليم، إن الله قد كفى وأحسن" .

                                                                                              رواه مسلم (1809).

                                                                                              [ ص: 684 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 684 ] (31) ومن باب: خروج النساء في الغزو

                                                                                              ( الخنجر ) بفتح الخاء : السكين ، ويقال بكسرها . و ( بقرت بطنه ) : شققته ، ووسعته . و ( الطلقاء ) أهل مكة ; لأنه -صلى الله عليه وسلم- من عليهم ، وأطلقهم يوم فتح مكة . و ( من بعدنا ) ; أي : من وراءنا .

                                                                                              وقولها : ( انهزموا بك ) ; أي : انهزموا حتى اتصلت هزيمتهم بك ، أو انهزموا عنك ، بمعنى : فروا ، منكرة ذلك عليهم ، ومقبحة لما فعلوا ، ظانة : أنهم يستحقون القتل على ذلك ، وبأنهم لم يتحققوا في الإسلام .

                                                                                              وقوله : ( إن الله قد كفى وأحسن ) ; أي : كفانا مؤونة العدو ، وأغنانا عمن فر ، وأحسن في التمكين من العدو والظفر به .




                                                                                              الخدمات العلمية