الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        1250 [ ص: 171 ] ( 30 ) باب عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا

                                                                                                                        1209 - مالك ، عن عبد ربه بن سعيد بن قيس ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ; أنه قال : سئل عبد الله بن عباس ، وأبو هريرة ، عن المرأة الحامل المتوفى عنها زوجها ؟ فقال ابن عباس : آخر الأجلين . وقال أبو هريرة : إذا ولدت فقد حلت . فدخل أبو سلمة بن عبد الرحمن على أم سلمة ، زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألها عن ذلك ؟ فقالت أم سلمة : ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر . فخطبها رجلان : أحدهما شاب ، والآخر كهل . فحطت إلى الشاب ، فقال الشيخ : لم تحلي بعد ، وكان أهلها غيبا ، ورجا إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها ، فجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " قد حللت فانكحي من شئت " . [ ص: 172 ] 27388 - وعند مالك في هذا الحديث إسنادان ، سوى هذا :

                                                                                                                        1210 - ( أحدهما ) : عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن المسور بن مخرمة ، أنه أخبره : أن سبيعة الأسلمية نفست بعد وفاة زوجها بليال ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قد حللت فانكحي من شئت " .

                                                                                                                        1211 - ( والآخر ) : عن يحيى بن سعيد ، عن سليمان بن يسار : أن أبا سلمة كان الذي اختلف في ذلك مع ابن عباس ، وأن أبا هريرة جاءه فقال : أنا مع ابن أخي - يعني أبا سلمة - وأنهم بعثوا كريبا - مولى ابن عباس - إلى أم سلمة ، فحدثته بقصة سبيعة .

                                                                                                                        [ ص: 173 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 173 ] 27389 - وحديث عبد ربه أولى بالصواب ، والله أعلم .

                                                                                                                        27390 - وهو اختلاف لا يضر ; لأن المعنى المبتغى من الحديث هو رواية أم سلمة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لسبيعة - وقد ولدت بعد موت زوجها بليال : " قد حللت فانكحي من شئت " .

                                                                                                                        27391 - فأما حديث عبد ربه بن سعيد ، فهو عند جماعة رواة " الموطأ " فيما علمت .

                                                                                                                        27392 - وأما حديث هشام بن عروة فليس في " الموطأ " عند أكثر الرواة .

                                                                                                                        27293 - وأما حديث سعيد فليس عند القعنبي ، وليس لابن بكير .

                                                                                                                        [ ص: 174 ] 27294 - وقال يحيى ، عن مالك بأثر هذه الأحاديث ; وهذا الأمر الذي لم يزل عليه أهل العلم عندنا .

                                                                                                                        وذكر فيه :




                                                                                                                        الخدمات العلمية