الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        وامتازوا اليوم أيها المجرمون ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم

                                                                                                                                                                                                                                        ( وامتازوا اليوم أيها المجرمون ) وانفردوا عن المؤمنين وذلك حين يسار بهم إلى الجنة كقوله : ( ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ) . وقيل اعتزلوا من كل خير أو تفرقوا في النار فإن لكل كافر بيتا ينفرد به لا يرى ولا يرى .

                                                                                                                                                                                                                                        ( ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان ) من جملة ما يقال لهم تقريعا وإلزاما للحجة ، وعهده إليهم ما نصب لهم من الحجج العقلية والسمعية الآمرة بعبادته الزاجرة عن عبادة غيره وجعلها عبادة الشيطان ، لأنه الآمر بها والمزين لها ، وقرئ «إعهد » بكسر حرف المضارعة و «أحهد » و «أحد » على لغة بني تميم .

                                                                                                                                                                                                                                        ( إنه لكم عدو مبين ) تعليل للمنع عن عبادته بالطاعة فيما يحملهم عليه .

                                                                                                                                                                                                                                        ( وأن اعبدوني ) عطف على ( أن لا تعبدوا ) . ( هذا صراط مستقيم ) إشارة إلى ما عهد إليهم أو إلى عبادته ، فالجملة استئناف لبيان المقتضي للعهد بشقيه أو بالشق الآخر ، والتنكير للمبالغة والتعظيم ، أو للتبعيض [ ص: 272 ]

                                                                                                                                                                                                                                        فإن التوحيد سلوك بعض الطريق المستقيم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية