الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      أحمد بن مهدي

                                                                                      ابن رستم ، الإمام القدوة العابد الحافظ المتقن ، أبو جعفر الأصبهاني .

                                                                                      سمع أبا نعيم ، وأبا اليمان ، وسعيد بن أبي مريم ، ومسلم بن إبراهيم ، وقبيصة بن عقبة ، وعبد الله بن صالح ، وأبا سلمة ، وطبقتهم ، وجمع وصنف .

                                                                                      حدث عنه : الحافظ محمد بن يحيى بن منده ، وأحمد بن إبراهيم بن أفرجة ، وأحمد بن جعفر السمسار ، وعدة .

                                                                                      قال محمد بن يحيى بن منده : لم يحدث ببلدنا منذ أربعين سنة أوثق منه . صنف " المسند " ، ولم يعرف له فراش منذ أربعين سنة ، صاحب عبادة -رحمه الله .

                                                                                      وقال أبو نعيم الحافظ : كان صاحب ضياع وثروة ، أنفق على أهل [ ص: 598 ] العلم ثلاثمائة ألف درهم .

                                                                                      وقال ابن النجار : كان من الأئمة الثقات ، وذوي المروءات ، رحل إلى الشام ومصر والعراق .

                                                                                      أنبئت عن أبي المكارم اللبان ، أخبرنا أبو علي الحداد ، أخبرنا أبو نعيم ، سمعت أبا محمد بن حيان ، سمعت أبا علي أحمد بن محمد بن إبراهيم يقول : قال أحمد بن مهدي : جاءتني امرأة ببغداد ليلة ، فذكرت أنها من بنات الناس ، وأنها امتحنت بمحنة ، وأسألك بالله أن تسترني ، فقد أكرهت على نفسي ، وأنا حبلى ، وقلت : إنك زوجي فلا تفضحني . فنكبت عنها ، ومضيت . فلم أشعر حتى جاء إمام المحلة والجيران يهنئوني بالولد الميمون ، فأظهرت التهليل ، ووزنت في اليوم الثاني للإمام دينارين ، وقلت : أعطها نفقة ، فقد فارقتها ، وكنت أعطيها في كل شهر دينارين ، حتى أتى على ذلك سنتان ، فمات الطفل ، وجاءني الناس يعزونني ، فكنت أظهر لهم التسليم والرضى ، فجاءتني بعد أيام بالدنانير فردتها ودعت لي ، فقلت : هذا الذهب كان صلة للولد ، وقد ورثتيه ، وهو لك .

                                                                                      توفي في سنة اثنتين وسبعين ومائتين .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية