الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 321 ] مسألة : ( ومن كان منزله دون الميقات فميقاته من موضعه ، حتى أهل مكة يهلون منها لحجهم ، ويهلون للعمرة من الحل .

في هذا الكلام فصلان :

أحدهما : في غير المكي إذا كان مسكنه دون الميقات إلى مكة فإنه يهل من أهله ؛ لقول رسول الله - - صلى الله عليه وسلم - - في حديث ابن عباس : ( فمن كان دونهن فمهله من أهله ، وكذلك حتى أهل مكة يهلون منها أي ومثل هذا الذي قلت يفعل هؤلاء حتى أهل مكة .

قال أحمد : فمن كان منزله بالجحفة أهل منها ، وكذلك كل من كان دون الجحفة إلى مكة أهل من موضعه حتى أهل مكة يهلون من مكة .

فإن كان في قرية : فله أن يحرم من الجانب الذي يلي مكة والجانب البعيد منها ، وإحرامه منه أفضل .

قال القاضي وابن عقيل وغيرهما : ويتوجه أن يكون إحرامه من منزله أفضل ؛ لأن استحباب الرجوع له إلى آخر القرية لا دليل عليه .

وإن كان في واد يقطعه عرضا فميقاته حذو مسكنه ، وإن كان في حلة .. من حلل البادية أحرم من حلته .

وهذا فيمن كان مستوطنا في مكان دون الميقات كأهل عسفان وجدة [ ص: 322 ] والطائف ، أو ثمت في بعض المياه فأنشأ قصد الحج من وطنه ، أو لم يكن مستوطنا ، بل أقام ببعض هذه الأمكنة لحاجة يقضيها فبدا له الحج منها ... ، أو لم يكن مقيما بل جاء مسافرا إليها لحاجة ثم بدا له الحج منها .

فأما إن كان بعض أهلها قد سافر إلى أبعد من الميقات ، ثم مر على الميقات مريدا للحج أو لمكة ... .

وإن سافر إلى أبعد من مسكنه دون الميقات ، وبدا له سفرا الحج من هناك بحيث يمر على أهله مرور مسافر للحج .

[ ص: 323 ] [ فأما إن عرض له هناك أنه إذا جاء أهله سافر للحج ] ... .

التالي السابق


الخدمات العلمية