الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا الآية . أخرج الترمذي، والنسائي، والبزار، وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم ، وابن عدي، وابن مردويه، عن أنس قال : قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : قد قالها ناس من الناس ثم كفر أكثرهم فمن قالها حتى يموت فهو ممن استقام عليها .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك ، وعبد الرزاق ، والفريابي، وسعيد بن منصور، ومسدد، وابن سعد ، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، من طريق سعيد بن نمران عن أبي بكر الصديق في قوله : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : الاستقامة أن لا تشركوا بالله شيئا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 104 ] وأخرج ابن راهويه، وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، في "نوادر الأصول"، وابن جرير، والحاكم وصححه، وابن مردويه، وأبو نعيم في "الحلية" من طريق الأسود بن هلال عن أبي بكر الصديق أنه قال : ما تقولون في هاتين الآيتين : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا و الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم [الأنعام : 82] قالوا : الذين قالوا ربنا الله، ثم عملوا بها، واستقاموا على أمره فلم يذنبوا، ولم يلبسوا إيمانهم بظلم : لم يذنبوا . قال : لقد حملتموها على أمر شديد؛ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم يقول : بشرك و الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلم يرجعوا إلى عبادة الأوثان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه من طريق الثوري عن بعض أصحابه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : على فرائض الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي في "الأسماء والصفات" عن ابن عباس في قوله : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : على شهادة أن لا إله إلا الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المبارك ، وسعيد بن منصور، وأحمد في "الزهد"، وعبد بن حميد، والحكيم الترمذي، وابن المنذر ، عن عمر بن الخطاب : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قال : استقاموا بطاعة الله، ولم يروغوا روغان [ ص: 105 ] الثعلب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس أنه سئل : أي آية في كتاب الله أرجى؟ قال : قوله : إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على شهادة أن لا إله إلا الله . قيل له : فأين قوله تعالى : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم [الزمر : 53] زاد، اقرأ : وأنيبوا إلى ربكم [الزمر : 54] فيها، علقه أي اعملوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن إبراهيم ومجاهد في قوله : ثم استقاموا قال : قالوا : لا إله إلا الله، لم يشركوا بعدها بالله شيئا حتى يلقوه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس قالوا ربنا الله يقول : وحد الله، ثم استقاموا يقول : على أداء فرائضه، تتنزل عليهم الملائكة قال : في الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 106 ] وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والدارمي، والبخاري في "تاريخه"، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، عن سفيان الثقفي أن رجلا قال : يا رسول الله مرني بأمر في الإسلام لا أسأل عنه أحدا بعدك . قال : قل : آمنت بالله ثم استقم . قلت : فما أتقي؟ فأومأ إلى لسانه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية