الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3387 باب غزوة ذات الرقاع ومثله في النووي .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 197 - 198 ج 12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن أبي أسامة عن بريد بن أبي بردة عن أبي بردة عن أبي موسى، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة ونحن ستة نفر بيننا بعير نعتقبه قال فنقبت أقدامنا فنقبت قدماي وسقطت أظفاري فكنا نلف على أرجلنا الخرق. فسميت:(غزوة ذات الرقاع) لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق قال أبو بردة فحدث أبو موسى بهذا الحديث ثم كره ذلك قال كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه.

                                                                                                                              قال أبو أسامة: وزادني غير بريد: والله يجزي به] .

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن أبي موسى) رضي الله عنه : (قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزاة . ونحن ستة نفر . بيننا بعير نعتقبه) أي : يركبه كل واحد منا نوبة .

                                                                                                                              [ ص: 130 ] فيه : جواز مثل هذا ، إذا لم يضر بالمركوب .

                                                                                                                              (قال : فنقبت أقدامنا) هو بفتح النون وكسر القاف . أي : قرحت من الحفاء . (فنقبت قدماي ، وسقطت أظفاري . فكنا نلف على أرجلنا الخرق . فسميت : " غزوة ذات الرقاع " ، لما كنا نعصب على أرجلنا من الخرق) . هذا هو الصحيح في سبب تسميتها .

                                                                                                                              وقيل : سميت بذلك ، بجبل هناك ، فيه بياض وسواد وحمرة .

                                                                                                                              وقيل : سميت باسم شجرة هناك .

                                                                                                                              وقيل : لأنه كان في ألويتهم رقاع .

                                                                                                                              ويحتمل أنها سميت : بالمجموع.

                                                                                                                              (قال أبو بردة : فحدث أبو موسى بهذا الحديث . ثم كره ذلك . قال : كأنه كره أن يكون شيئا من عمله أفشاه . وفي رواية : والله يجزي به) .

                                                                                                                              فيه : استحباب إخفاء الأعمال الصالحة ، وما يكابده العبد من المشاق في طاعة الله تعالى . ولا يظهر شيئا من ذلك إلا لمصلحة ، مثل بيان حكم ذلك الشيء ، أو التنبيه على الاقتداء به فيه ، ونحو ذلك . وعلى هذا يحمل ما وجد للسلف من الإخبار بذلك.




                                                                                                                              الخدمات العلمية