الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة الآيتين . أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "سننه" عن ابن عباس في قوله : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن [ ص: 114 ] قال : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب، والحلم عند الجهل، والعفو عند الإساءة، فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن قال : القه بالسلام، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن مجاهد في قوله : ادفع بالتي هي أحسن قال : السلام أن تسلم عليه إذا لقيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن عطاء : ادفع بالتي هي أحسن قال : السلام .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، عن قتادة في قوله : كأنه ولي حميم قال : ولي رقيب، وفي قوله : إلا ذو حظ عظيم قال : الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 115 ] وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال : الحميم ذو القرابة، والولي الصديق .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن الحسن : وما يلقاها إلا الذين صبروا قال : والله، لا يصيبها صاحبها حتى يكظم غيظا ويصفح عن بعض ما يكره .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن أنس في قوله : وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم قال : الرجل يشتمه أخوه فيقول : إن كنت صادقا يغفر الله لي، وإن كنت كاذبا يغفر الله لك .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية