الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          2294 - مسألة : متى يحد السكران ؟ أبعد صحوه أم في حال سكره ؟ قال أبو محمد رحمه الله : اختلف الناس في هذا : فروي عن عمر بن عبد العزيز والشعبي ، أنهما قالا : لا يحد حتى يصحو ، وبه - قال سفيان الثوري ، وأبو حنيفة . [ ص: 375 ] وقالت طائفة : يجلد حين يؤخذ .

                                                                                                                                                                                          وما نعلم لمن قال : يؤخر حتى يصحو إلا أن قالوا : إن الجلد تنكيل وإيلام ، والسكران لا يعقل ذلك ؟ قال أبو محمد رحمه الله : واحتج من رأى أن الحد حين يؤخذ بالخبر الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريقعتبة بن الحارث ، وأنس بن مالك ، وغيرهم : { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بالشارب فأقر ، فضربه ولم ينتظر أن يصحو } .

                                                                                                                                                                                          والنظر لا يدخل على الخبر الثابت ، فالواجب أن يحد حين يؤتى به ، إلا أن يكون لا يحس أصلا ، ولا يفهم شيئا ، فيؤخر حتى يحس - وبالله تعالى التوفيق .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية