الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن ابن كعب بن مالك ، قال : كان معاذ بن جبل شابا جميلا سمحا من خير شباب قومه ، لا يسأل شيئا إلا أعطاه ، حتى ادان دينا أغلق ماله . فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلم غرماءه ، ففعل فلم يضعوا له شيئا ، فلو ترك لأحد لكلام أحد لترك لمعاذ لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يبرح حتى باع ماله وقسمه بين غرمائه ، فقام معاذ لا مال له ، فلما حج بعثه النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 232 ] إلى اليمن ليجبره ، قال : وكان أول من حجز عليه في هذا المال معاذ ، فقدم على أبي بكر رضي الله تعالى عنه من اليمن وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

              رواه ابن المبارك ، عن معمر نحوه . ورواه يزيد بن أبي حبيب ، وعمارة بن غزية ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك .

              قال الشيخ رحمه الله : وغرماء معاذ كانوا يهودا ، فلهذا لم يضعوا عنه شيئا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية