الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأما الذين آمنوا [15]

                                                                                                                                                                                                                                        سمعت أبا إسحاق يقول: معنى "أما" دع ما كنا فيه وخذ في غيره، وكذا قال سيبويه : إن معناها مهما يكن من شيء أي مهما يكن من شيء فخذ في غير ما كنا فيه. (الذين آمنوا) في موضع رفع بالابتداء فهم ابتداء ثان وما بعده خبر عنه والجملة خبر "الذين". قال الضحاك : في روضة في جنة. والرياض الجنات. وقال أبو عبيدة : الروضة ما كان في تسفل فإن كان مرتفعا فهو ترعة، وقال غيره: أحسن ما تكون الروضة إذا كانت في موضع مرتفع غليظ كما قال الأعشى: [ ص: 268 ]

                                                                                                                                                                                                                                        337- ما روضة من رياض الحزن معشبة



                                                                                                                                                                                                                                        إلا أنه لا يقال لها: روضة إلا إذا كان فيها نبت، فإن لم يكن فيها نبت وكانت مرتفعة فهي ترعة، وقد قيل في الترعة غير هذا، قال الضحاك : يحبرون يكرمون. حكى الكسائي حبرته أي أكرمته ونعمته. قال أبو جعفر : سمعت علي بن سليمان يقول. هو مشتق من قولهم: على أسنانه حبرة أي أثر فيحبرون أي يتبين عليهم أثر النعيم، والحبر مشتق من هذا.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية