الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا ؛ ويقرأ: " لا مقام لكم " ؛ بفتح الميم؛ فمن ضم الميم فالمعنى: " لا إقامة لكم " ؛ تقول: " أقمت في البلد إقامة ومقاما " ؛ ومن قرأ: " لا مقام لكم " ؛ بفتح الميم؛ فالمعنى: " لا مكان لكم تقيمون فيه " ؛ وهؤلاء كانوا يثبطون المؤمنين عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ ويستأذن فريق منهم النبي يقولون إن بيوتنا عورة ؛ أي: " معورة " ؛ وذلك أنهم قالوا: إن بيوتنا مما يلي العدو؛ ونحن نسرق منها؛ فكذبهم الله (تعالى)؛ وأعلم أن قصدهم الهرب والفرار؛ فقال: وما هي بعورة ؛ ويقرأ: " وما هي بعورة " ؛ يقال: " عور المكان؛ يعور؛ عورا؛ وهو عور " ؛ [ ص: 220 ] و " بيوت عورة " ؛ و " بيوت عورة " ؛ على ضربين؛ على تسكين " عورة " ؛ وعلى معنى " ذات عورة " ؛ إن يريدون إلا فرارا ؛ أي: ما يريدون تحرزا من سرق؛ ولكن المنافقين يريدون الفرار عن نصرة النبي - عليه السلام.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية