الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 78 ] ثم دخلت سنة ثمان وسبعمائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      استهلت والحكام هم المذكورون في التي قبلها ، والشيخ تقي الدين في الحبس ، والناس قد انعكفوا عليه زيارة وتعلما وإفتاء وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفي مستهل ربيع الأول أفرج عن الأمير نجم الدين خضر ابن السلطان الملك الظاهر ، فأخرج من البرج ، وأسكن دار الأفرم بالقاهرة ، ثم كانت وفاته في خامس رجب من هذه السنة . وفي أواخر جمادى الأولى تولى نظر ديوان ملك الأمراء الشريف زين الدين بن عدنان عوضا عن ابن الزملكاني ، ثم أضيف إليه نظر الجامع أيضا عوضا عن ابن الحظيري ، وتولى نجم الدين الدمشقي نظر الأيتام عوضا عن نجم الدين بن هلال . وفي رمضان عزل الصاحب أمين الدين بن الرقاقي عن نظر الدواوين بدمشق ، وسافر إلى مصر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها عزل كمال الدين بن الشريشي نفسه عن وكالة بيت المال ، وصمم على الاستمرار على العزل ، وعرض عليه العود فلم يقبل ، وحملت إليه الخلعة لما خلع على المباشرين فلم يلبسها ، واستمر معزولا إلى يوم عاشوراء من السنة [ ص: 79 ] الآتية ، فجدد له تقليد ، وخلع عليه في الدولة الجديدة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها خرج الملك الناصر محمد بن قلاوون من الديار المصرية قاصدا الحج ، وذلك في السادس والعشرين من رمضان ، وخرج معه جماعة من الأمراء لتوديعه ، فردهم ، ولما اجتاز بالكرك عدل إليها ، فنصب له الجسر ، فلما توسطه كسر به ، فسلم من كان أمامه ، وقفز به الفرس فسلم ، وسقط من كان وراءه وكانوا خمسين ، فمات منهم أربعة ، وتهشم أكثرهم في الوادي الذي تحته ، وبقي نائب الكرك الأمير جمال الدين آقوش خجلا ، يتوهم أن يكون هذا يظنه السلطان عن قصد ، وكان قد عمل للسلطان ضيافة غرم عليها أربعة عشر ألفا ، فلم تقع الموقع لاشتغال السلطان بهمه وما جرى له ولأصحابه ، ثم خلع على النائب ، وأذن له في الانصراف إلى مصر ، فسافر ، واشتغل السلطان بتدبير المملكة في الكرك وحدها ، فكان يحضر دار العدل ، ويباشر الأمور بنفسه ، وقدمت عليه زوجته من مصر ، فذكرت له ما كانوا فيه من ضيق الحال وقلة النفقات .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية