الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 577 ] القول في تأويل قوله : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون ( 124 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وإذا أنزل الله سورة من سور القرآن على نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - فمن هؤلاء المنافقين الذين ذكرهم الله في هذه السورة من يقول : أيها الناس ، أيكم زادته هذه السورة إيمانا ؟ يقول : تصديقا بالله وبآياته . يقول الله : ( فأما الذين آمنوا ) من الذين قيل لهم ذلك ( فزادتهم ) السورة التي أنزلت ( إيمانا ) وهم يفرحون بما أعطاهم الله من الإيمان واليقين .

فإن قال قائل : أوليس " الإيمان " في كلام العرب التصديق والإقرار ؟ قيل : بلى .

فإن قيل : فكيف زادتهم السورة تصديقا وإقرارا ؟

قيل : زادتهم إيمانا حين نزلت ؛ لأنهم قبل أن تنزل السورة لم يكن لزمهم فرض الإقرار بها والعمل بها بعينها ، إلا في جملة إيمانهم بأن كل ما جاءهم به نبيهم - صلى الله عليه وسلم - من عند الله فحق . فلما أنزل الله السورة ، لزمهم فرض الإقرار بأنها بعينها من عند الله ، ووجب عليهم فرض الإيمان بما فيها من أحكام الله وحدوده وفرائضه ، فكان ذلك هو الزيادة التي زادتهم نزول السورة حين نزلت من الإيمان والتصديق بها . [ ص: 578 ] وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

17488 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا ) قال : كان إذا نزلت سورة آمنوا بها ، فزادهم الله إيمانا وتصديقا ، وكانوا يستبشرون .

17489 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : ( فزادتهم إيمانا ) قال : خشية .

التالي السابق


الخدمات العلمية