الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون

                                                                                                                                                                                                                                        ( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم ) شجرة ثمرها نزل أهل النار، وانتصاب ( نزلا ) على التمييز أو الحال وفي ذكره دلالة على أن ما ذكر من النعيم لأهل الجنة بمنزلة ما يقام للنازل، ولهم وراء ذلك ما تقصر عنه الأفهام، وكذلك الزقوم لأهل النار، وهو: اسم شجرة صغيرة الورق دفر مرة تكون بتهامة سميت به الشجرة الموصوفة.

                                                                                                                                                                                                                                        ( إنا جعلناها فتنة للظالمين ) محنة وعذابا لهم في الآخرة، أو ابتلاء في الدنيا فإنهم لما سمعوا أنها في النار قالوا: كيف ذلك والنار تحرق الشجر، ولم يعلموا أن من قدر على خلق حيوان يعيش في النار ويلتذ بها فهو أقدر على خلق الشجر في النار وحفظه من الإحراق.

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 12 ] ( إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم ) منبتها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.

                                                                                                                                                                                                                                        ( طلعها ) حملها مستعار من طلع التمر لمشاركته إياه في الشكل، أو الطلوع من الشجر. ( كأنه رءوس الشياطين ) في تناهي القبح والهول، وهو تشبيه بالمتخيل كتشبيه الفائق الحسن بالملك. وقيل: ( الشياطين ) حيات هائلة قبيحة المنظر لها أعراف، ولعلها سميت بها لذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        ( فإنهم لآكلون منها ) من الشجرة أو من طلعها. ( فمالئون منها البطون ) لغلبة الجوع أو الجبر على أكلها.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية