الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          سورة هود عليه السلام ذكرت سكت أبي جعفر في بابه ، وتقدم اختلافهم في إمالة الراء في الإمالة ، وتقدم ( وإن تولوا ) للبزي في البقرة ، وتقدم اختلافهم في لساحر مبين في المائدة ، وتقدم الاختلاف في " يضعف " في البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : إني لكم نذير في قصة نوح فقرأ نافع وابن عامر وعاصم وحمزة بكسر الهمزة ، والباقون بفتحها ، وتقدم بادئ الرأي لأبي عمرو في باب الهمز المفرد .

                                                          ( واختلفوا ) في : فعميت عليكم فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم العينين وتشديد الميم ، وقرأ الباقون بفتح العين وتخفيف الميم .

                                                          ( واتفقوا ) على الفتح والتخفيف من قوله تعالى في القصص فعميت عليهم الأنباء لأنها في أمر الآخرة ، ففرقوا بينها وبين أمر الدنيا ، فإن الشبهات تزول في الآخرة ، والمعنى ضلت عنهم حجتهم وخفيت محجتهم - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : من كل زوجين اثنين هنا والمؤمنون ، فروى حفص كل بالتنوين فيهما ، وقرأ الباقون بغير تنوين على الإضافة .

                                                          ( واختلفوا ) في : مجراها فقرأها حمزة والكسائي وخلف وحفص بفتح الميم ، وقد غلط من حكى فتح الميم عن الداجوني عن أصحابه عن ابن ذكوان من المؤلفين ، وشبهتهم في ذلك - والله أعلم - أنهم رأوا فيها عنه الفتح والإمالة فظنوا فتح الميم ، وليس كذلك ، بل إنما أريد فتح الراء ، وإمالتها فإنه روى عن أصحابه عن ابن ذكوان فيها الفتح والإمالة فالإمالة روايته عن الصوري والفتح روايته عن غيره ، وقد تقدم ذكرنا له في الإمالة ، وهذا مما ينبغي أن ينتبه له ، وهو مما لا يعرفه إلا أئمة هذه الصناعة العالمون بالنصوص والعلل المطلعون على أحوال الرواة ، فلذلك أضرب عنه الحافظ أبو العلاء ، ولم

                                                          [ ص: 289 ] يعتبره مع روايته له عن شيخه أبي العز ، الذي نص عليه في كتبه ، وبهذا يعرف مقدار المحققين ، وكذا فعل سبط الخياط ، وهو أكبر أصحاب أبي العز وابن سوار ، وأجلهم ، وقرأ الباقون بضم الياء ، وهم على أصولهم كما أثبتناه منصوصا مفصلا .

                                                          ( واتفقوا ) في يابني حيث وقع ، وهو هنا ، وفي يوسف وثلاثة في لقمان ، وفي الصافات ، فروى حفص بفتح الياء في الستة ، وافقه أبو بكر هنا ، ووافقه في الحرف الأخير من لقمان وهو قوله يابني أقم الصلاة البزي وخفف الياء وسكنها فيه ، قنبل ، وقرأ ابن كثير الأول من لقمان وهو ( يا بني لا تشرك ) بتخفيف الياء وإسكانها ، ولا خلاف عنه في كسر الياء مشددة في الحرف الأوسط ، وهو ( يا بني إنها ) ، وكذلك قرأ الباقون في الستة الأحرف .

                                                          وتقدم اختلافهم في إدغام اركب معنا وإظهاره من باب حروف قربت مخارجها ، وتقدم إشمام قيل وغيض في أوائل البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : إنه عمل غير فقرأ يعقوب والكسائي ، ( عمل ) بكسر الميم وفتح اللام ( غير ) بنصب الراء ، وقرأ الباقون بفتح الميم ورفع اللام منونة ورفع الراء .

                                                          ( واختلفوا ) في : فلا تسألن فقرأ المدنيان ، وابن كثير وابن عامر بفتح اللام وتشديد النون ، وقرأ ابن كثير والداجوني عن أصحابه عن هشام بفتح النون إلا هبة الله بن سلامة المفسر انفرد عن الداجوني فكسر النون كالحلواني عن هشام ، وقرأ الباقون بإسكان اللام وتخفيف النون ، وكلهم كسر النون سوى ابن كثير والداجوني إلا المفسرين ، وهم في إثبات الياء وحذفها على ما تقدم في باب الزوائد وسيأتي آخر السورة - إن شاء الله تعالى - ، وتقدم ( فإن تولوا ) للبزي .

                                                          ( واختلفوا ) في : ومن خزي يومئذ هنا و من عذاب يومئذ في المعارج فقرأ المدنيان ، والكسائي بفتح الميم فيهما ، وقرأ الباقون بكسرها منهما .

                                                          ( واختلفوا ) في : ألا إن ثمود هنا ، وفي الفرقان وعادا وثمود ، وفي العنكبوت وثمود وقد تبين لكم ، وفي النجم وثمود فما أبقى فقرأ ، يعقوب ، وحمزة وحفص ثمود في الأربعة ، وبغير تنوين وافقهم أبو بكر في حرف

                                                          [ ص: 290 ] ( النجم ) ، وانفرد أبو علي العطار شيخ ابن سوار عن الكناني عن الحربي عن ابن عون عن الصريفيني عن يحيى عنه فيه بوجهين ، أحدهما عدم التنوين ، والثاني بالتنوين ، وكذا قرأ الباقون في الأربعة ، وكل من نون وقف بالألف ، ومن لم ينون وقف بغير ألف وإن كانت مرسومة فبذلك جاءت الرواية عنهم منصوصة لا نعلم عن أحد منهم في ذلك خلافا إلا ما انفرد به أبو الربيع الزهراني عن حفص عن عاصم أنه كان إذا وقف عليه وقف بالألف .

                                                          ( واختلفوا ) في : ألا بعدا لثمود فقرأ الكسائي بكسر الدال مع التنوين ، وقرأ الباقون بغير تنوين مع فتحها .

                                                          ( واختلفوا ) في : قال سلام هنا والذاريات ، فقرأ حمزة والكسائي ، ( سلم ) بكسر السين ، وإسكان اللام من غير ألف فيهما ، وقرأ الباقون بفتح السين واللام وألف بعدها ، وتقدم اختلافهم في إمالة رأى في بابها .

                                                          ( واختلفوا ) في : يعقوب قالت فقرأ ابن عامر وحمزة وحفص بنصب الباء ، وقرأ الباقون برفعها ، وتقدم اختلافهم في إشمام سيء بهم في أوائل البقرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : فأسر بأهلك هنا ، والحجر ، وفي الدخان فأسر بعبادي ، وفي طه والشعراء أن أسر فقرأ المدنيان ، وابن كثير بوصل الألف في الخمسة ويكسرون النون من " أن " للساكنين وصلا ويبتدئون بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بقطع الهمزة مفتوحة ، وهم في السكت والوقف على أصولهم .

                                                          ( واختلفوا ) في : امرأتك فقرأ ابن كثير وأبو عمرو برفع التاء ، وانفرد محمد بن جعفر الأشنائي عن الهاشمي عن إسماعيل عن ابن جماز بالرفع كذلك ، وقرأ الباقون بنصبها .

                                                          ( واختلفوا ) في : أصلاتك فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بحذف الواو على التوحيد ، وقرأ الباقون بإثباتها على الجمع ، وتقدم ذكر يجرمنكم في آخر آل عمران ، وانفراد أبي العلاء الهمداني بتخفيفه عن رويس ، ولعله سهو ، وتقدم ذكر مكانتكم كلاهما لأبي بكر في الأنعام ، وتقدم ( لا تكلم ) للبزي .

                                                          ( واختلفوا ) في : سعدوا فقرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بضم السين ، وقرأ الباقون بفتحها .

                                                          ( واختلفوا ) في : وإن كلا فقرأ نافع وابن كثير وأبو بكر

                                                          [ ص: 291 ] بإسكان النون مخففة ، وقرأ الباقون بتشديدها .

                                                          ( واختلفوا ) في : لما هنا ، ويس ، والزخرف ، والطارق فقرأ أبو جعفر وابن عامر وعاصم وحمزة بتشديد الميم هنا والطارق ، وشددها في يس لما جميع ابن عامر وعاصم وحمزة وابن جماز وشددها في الزخرف لما متاع عاصم وحمزة وابن جماز; واختلف فيه عن هشام ، فروى عنه المشارقة قاطبة ، وأكثر المغاربة تشديدها كذلك من جميع طرقه إلا أن الحافظ أبا عمرو الداني أثبت له الوجهين أعني بالتخفيف والتشديد في جامع البيان وأطلق الخلاف له في التيسير واقتصر له على الخلاف فقط في مفرداته . قال في جامعه : وبذلك - يعني التخفيف - قرأت على أبي الفتح في رواية الحلواني وابن عباد عن هشام ، وقال لي : التشديد اختيار من هشام .

                                                          ( قلت ) : والوجهان صحيحان عن هشام ، فالتخفيف رواه إبراهيم بن دحيم وابن أبي حسان نصا عن هشام عن ابن عامر ، ورواه الداني على شيخه أبي القاسم عبد العزيز الفارسي عن أبي طاهر بن عمر عن ابن أبي حسان عن هشام فخرج عن أن يكون من أفراد فارس ولكن الكتب مطبقة شرقا وغربا على التشديد له ، بلا خلاف ، وبه قرأ الداني على شيخه أبي الحسن وأبي القاسم ، وقرأ الباقون بتخفيف الميم في السور الأربعة ، ووجه تخفيف " إن " في هذه السورة أنها المخففة من الثقيلة ، وإعمالها مع التخفيف لغة لبعض العرب كما نص عليه سيبويه ووجه تخفيف " لما " هنا أن اللام هي الداخلة في خبر " إن " المخففة والمشددة و " ما " زائدة واللام في ليوفينهم جواب قسم محذوف ، وذلك القسم في موضع خبر " إن " و ليوفينهم جواب ذلك القسم المحذوف ، والتقدير : وإن كلا لأقسم ليوفينهم . ووجه تشديد " لما " أنها لما الجازمة ، وحذف الفعل المجزوم لدلالة المعنى عليه ، والتقدير : وإن كلا لما ينقص من جزاء عمله . ويدل عليه قوله ليوفينهم ربك أعمالهم لما أخبر بانتقاص جزاء أعمالهم أكده بالقسم ، قالت العرب قاربت المدينة ولما ، أي : ولما أدخلها ، فحذف " أدخلها " لدلالة المعنى عليه - والله أعلم - .

                                                          ( واختلفوا ) في : وزلفا من فقرأ أبو جعفر بضم اللام ، وهي قراءة طلحة وشيبة وعيسى بن عمرو بن أبي إسحاق ورواية نصر

                                                          [ ص: 292 ] بن علي ومحبوب بن الحسن عن أبي عمر ، وقرأ الباقون بفتح اللام ، وهما لغتان مسموعتان في جمع زلفة ، وهي الطائفة من أول الليل كما قالوا : ظلم في ظلمة ويسر في يسرة .

                                                          ( واختلفوا ) في : بقية ، فروى ابن جماز بكسر الباء ، وإسكان القاف وتخفيف الياء ، وهي قراءة شيبة ورواية ابن أبي أويس عن نافع ، ورواها الداني عن إسماعيل عن نافع ، وقد ترجمها أبو حيان بضم الباء ، فوهم ، وقرأ الباقون بفتح الباء وكسر القاف وتشديد الياء ، وتقدم اختلافهم في يرجع الأمر في أوائل البقرة ، وتقدم اختلافهم في عما تعملون في الأنعام .

                                                          ( وفيها من ياءات الإضافة ثمان عشرة ) إني أخاف في الثلاثة إني أعظك ، إني أعوذ بك ، شقاقي أن فتح الستة المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو عني إنه ، إني إذا ، نصحي إن ، ضيفي أليس فتح الأربعة المدنيان ، وأبو عمرو و أجري إلا في الموضعين فتحهما المدنيان ، وأبو عمرو وابن عامر وحفص أرهطي أعز فتحها المدنيان ، وابن كثير وأبو عمرو وابن ذكوان .

                                                          ( واختلف ) عن هشام فطرني أفلا فتحها المدنيان ، والبزي ، وانفرد أبو تغلب بذلك عن قنبل من طريق ابن شنبوذ كما تقدم ولكني أراكم و إني أراكم فتحهما المدنيان والبزي ، إني أشهد الله فتحهما المدنيان وما توفيقي إلا بالله فتحها المدنيان ، وأبو عمرو وابن عامر .

                                                          ( وفيها من الزوائد أربعة ) فلا تسألن أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وورش ، وأثبتها في الحالين يعقوب كما تقدم في بابه ، وانفرد صاحب المبهج عن أبي نشيط عن قالون ثم لا تنظروني أثبتها في الحالين يعقوب ولا تخزون أثبتها في الوصل أبو جعفر وأبو عمرو وأثبتها في الحالين يعقوب وورد إثباتها لقنبل من طريق ابن شنبوذ ، يوم يأت أثبتها وصلا المدنيان ، وأبو عمرو والكسائي ، وأثبتها ابن كثير ويعقوب في الحالين وحذفها الباقون

                                                          [ ص: 293 ] في الحالين تخفيفا كما قالوا : لا أدر ، ولا أبال; وقال الزمخشري : إن الاجتزاء عن الياء بالكسر كثير في لغة هذيل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية