الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فأقم وجهك للدين [30]

                                                                                                                                                                                                                                        أي اجعل جهتك للدين حنيفا على الحال. قال الضحاك : "حنيفا" مسلما حاجا. قال: و(فطرة الله) دين الله. قال أبو إسحاق : "فطرة الله" [نصب بمعنى اتبع فطرة الله]، قال: لأن معنى "فأقم وجهك للدين" اتبع الدين واتبع فطرة الله. [قال محمد بن جرير: "فطرة" مصدر من معنى فأقم وجهك؛ لأن معنى ذلك فطر الله الناس على ذلك فطرة]، وقد ذكرنا فطرة الله بأكثر من هذا في "المعاني"، والحديث "كل مولود يولد على الفطرة"، [ ص: 272 ] وقول الفقهاء فيه، وقد قيل: معناه يولد على الخلقة التي تعرفونها، وقيل: معنى فطرة الله التي فطر الناس عليها أي اتبعوا دين الله الذي خلق الناس له، وسميت الفطرة دينا لأن الناس يخلقون له قال جل وعز: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون واحتج قائل بقوله جل وعز: وإن أسأتم فلها

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية