الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        منيبين إليه [31]

                                                                                                                                                                                                                                        منصوب على الحال. قال محمد بن يزيد : لأن معنى "فأقم وجهك" وفأقيموا وجوهكم. وهو قول أبي إسحاق واحتج بقوله جل وعز: يا أيها النبي إذا طلقتم النساء وقال الفراء : المعنى فأقم وجهك ومن معك منيبين ورد أبو العباس قول من قال: التقدير لا يعلمون منيبين لأن معنى منيبين راجعون فكيف لا يعلمون راجعين، وأيضا فإن بعده واتقوه وإنما معناه فأقيموا وجوهكم واتقوه ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم [32] .

                                                                                                                                                                                                                                        تأولته عائشة رضي الله عنها وأبو هريرة وأبو أمامة رحمهما الله على أنه لأهل القبلة، وقال الربيع بن أنس: الذين فرقوا دينهم أهل الكتاب. وفارقوا دينهم تركوا دينهم الذي يجب أن يتبعوه، وهو التوحيد. وكانوا شيعا أي فرقا. كل حزب بما لديهم فرحون قيل: هم فرحون لأنهم لم يتبينوا الحق وعليهم أن يتبينوه، وقيل: هذا قبل أن تظهر البراهين، وقول ثالث أن العاصي لله جل وعز قد يكون فرحا بمعصيته وكذلك [ ص: 273 ] الشيطان، وقطاع الطريق وغيرهم، والله أعلم.

                                                                                                                                                                                                                                        وزعم الفراء أنه يجوز أن يكون التمام "ولا تكونوا من المشركين" ويكون المعنى من الذين فارقوا دينهم "وكانوا شيعا" على الاستئناف، وأنه يجوز أن يكون متصلا بما قبله. قال أبو جعفر : إذا كان متصلا بما قبله فهو عند البصريين على البدل بإعادة الحرف كما قال جل وعز: للذين استضعفوا لمن آمن منهم ولو كان بلا حرف لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية