الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب فضل من استمع وأنصت في الخطبة

                                                                                                                857 حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد يعني ابن زريع حدثنا روح عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ، ثم أنصت حتى يفرغ من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام ) . وفي الرواية الأخرى : ( من توضأ [ ص: 459 ] فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ) فيه فضيلة الغسل وأنه ليس بواجب للرواية الثانية . وفيه استحباب وتحسين الوضوء . ومعنى ( إحسانه ) الإتيان به ثلاثا ثلاثا ، ودلك الأعضاء وإطالة الغرة والتحجيل ، وتقديم الميامن ، والإتيان بسننه المشهورة . وفيه أن التنفل قبل خروج الإمام يوم الجمعة مستحب ، وهو مذهبنا ومذهب الجمهور . وفيه أن النوافل المطلقة لا حد لها لقوله - صلى الله عليه وسلم : ( فصلى ما قدر له ) . وفيه الإنصات للخطبة ، وفيه أن الكلام بعد الخطبة قبل الإحرام بالصلاة لا بأس به .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - في الرواية الأولى : ( ثم أنصت ) هكذا هو في أكثر النسخ المحققة المعتمدة ببلادنا ، وكذا نقله القاضي عياض عن الجمهور ، ووقع في بعض الأصول المعتمدة ببلادنا ( انتصت ) ، وكذا نقله القاضي عن الباجي وآخرون ( انتصت ) بزيادة تاء مثناة فوق ، قال : وهو وهم ، قلت : ليس هو وهما بل هي لغة صحيحة ؛ قال الأزهري في شرح ألفاظ المختصر : يقال : أنصت ونصت وانتصت ثلاث لغات .




                                                                                                                الخدمات العلمية