الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في الرجوع في الهبة

                                                                                                          1298 حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس لنا مثل السوء العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله ( ليس لنا مثل السوء ) أي : لا ينبغي لنا معشر المؤمنين أن نتصف بصفة ذميمة يشابهنا فيها أخس الحيوانات في أخس أحوالها قال الله سبحانه وتعالى للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى ولعل هذا أبلغ في الزجر عن ذلك وأدل على التحريم مما لو قال : لا تعودوا في الهبة ، وإلى القول بتحريم الرجوع في الهبة بعد أن تقبض ، ذهب جمهور العلماء إلا هبة الوالد لولده جمعا بين هذا الحديث وحديث النعمان بن بشير ( العائد في هبته كالكلب يعود في قيئه ) وفي رواية للبخاري : العائد في هبته كالعائد في قيئه ، قال الطحاوي : قوله : ( كالعائد في قيئه ، وإن اقتضى التحريم لكون القيء حراما . لكن الزيادة في الرواية الأخرى ، وهي قوله كالكلب تدل على عدم التحريم ؛ لأن الكلب غير متعبد فالقيء ليس حراما عليه ، والمراد التنزيه عن فعل يشبه فعل [ ص: 436 ] الكلب ، وتعقب باستبعاد ما تأوله ومنافرة سياق الأحاديث له ، وبأن عرف الشرع في مثل هذه الأشياء يريد به المبالغة في الزجر كقوله : من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم خنزير .




                                                                                                          الخدمات العلمية