الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: وقرن في بيوتكن ؛ [ ص: 225 ] ويقرأ: " وقرن " ؛ بكسر القاف؛ فمن قرأ بالفتح فهو من " قررت بالمكان؛ أقر " ؛ فالمعنى: " واقررن " ؛ فإذا خففت صارت: " وقرن " ؛ حذفت الألف لثقل التضعيف في الراء؛ وألقيت حركتها على القاف؛ والأجود: " وقرن في بيوتكن " ؛ بكسر القاف؛ وهو من " الوقار " ؛ تقول: " وقر؛ يقر في المكان " ؛ ويصلح أن يكون من " قررت في المكان؛ أقره " ؛ فيحذف على أنه من " واقررن " ؛ بكسر الراء الأولى؛ والكسر من جهتين؛ من أنه من " الوقار " ؛ ومن أنه من " القرار " ؛ جميعا. وقوله (تعالى): ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ؛ " التبرج " : إظهار الزينة؛ وما تستدعى به شهوة الرجل؛ وقيل: إنهن كن يتكسرن في مشيتهن؛ ويتبخترن؛ وقيل: إن الجاهلية الأولى من كان من لدن آدم إلى زمن نوح؛ وقيل: من زمن نوح إلى زمن إدريس؛ وقيل: منذ زمن عيسى إلى زمن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والأشبه أن تكون منذ زمن عيسى إلى زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لأنهم هم الجاهلية المعروفون؛ لأنه روي أنهم كانوا يتخذون البغايا - وهن الفواجر - يغللن لهم؛ فإن قيل: لم قيل " الأولى " ؟ قيل: يقال لكل متقدم ومتقدمة: " أولى " ؛ و " أول " ؛ فتأويله أنهم تقدموا أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -؛ فهم " أولى " ؛ وهم " أول " ؛ من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية