الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي فيها من الأعيان : الشيخ الإمام المحدث فخر الدين أبو عمرو عثمان بن محمد بن عثمان بن أبي بكر بن محمد بن داود التوزري ، بمكة يوم الأحد حادي عشر [ ص: 133 ] ربيع الآخر ، وقد سمع الكثير ، وأجازه خلق يزيدون على ألف شيخ ، وقرأ الكتب الكبار وغيرها ، وقرأ " صحيح البخاري " أكثر من ثلاثين مرة ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عز الدين محمد بن العدل شهاب الدين أحمد بن عمر بن إلياس الرهاوي ، كان يباشر استيفاء الأوقاف وغير ذلك ، وكان من أخصاء أمين الملك ، فلما مسك بمصر ، أرسل إلى هذا وهو معتقل بالعذراوية ليحضر على البريد ، فمرض ، فمات بالمدرسة العذراوية ليلة الخميس التاسع عشر من جمادى الآخرة وله من العمر خمس وثلاثون سنة ، وكان قد سمع من أصحاب ابن طبرزد والكندي ، ودفن من الغد بباب الصغير ، وترك من بعده ولدين ذكرين : جمال الدين محمد ، وعز الدين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الشيخ الكبير المقرئ تقي الدين المقصاتي ، هو أبو بكر بن عمر بن المشيع الجزري المعروف بالمقصاتي ، نائب الخطابة ، وكان يقرئ الناس [ ص: 134 ] القراءات من نحو خمسين سنة بالعراق والشام ، وكان شيخا عارفا بالقراءات السبع وغيرها من الشواذ ، وله إلمام بالنحو ، وفيه ورع واجتهاد ، توفي ليلة السبت حادي عشرين جمادى الآخرة ، ودفن من الغد بسفح قاسيون تجاه الرباط الناصري ، وقد جاوز الثمانين ، رحمه الله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية