الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      القول في تأويل قوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      [52] وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن هذه أمتكم أي : واعلموا أن هذه ملتكم وشريعتكم التي أنتم عليها : أمة واحدة أي : ملة واحدة ، وهي شريعة الإسلام . إسلام الوجه لله تعالى بعبادته وحده . كقوله : إن الدين عند الله الإسلام (فالأمة ) هنا بمعنى : الملة والدين : وأنا ربكم أي : من غير شريك : فاتقون أي : فخافوا عقابي ، في مفارقة الدين والجماعة . قيل إنه اختير على قوله : فاعبدون الواقع في سورة الأنبياء ، لأنه أبلغ في التخويف ، لذكره بعد إهلاك الأمم ، بخلاف ما ثمة وهذا بناء على أنه تذييل للقصص السابقة ، أو لقصة [ ص: 4403 ] عيسى عليه الصلاة والسلام ، لا ابتداء كلام . فإنه حينئذ لا يفيده . إلا أن يراد أنه وقع في حكاية لهذه المناسبة . كذا في (" العناية " ) .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قص ما وقع من أمم الرسل بعدهم من مخالفة الأمر ، بقوله تعالى :

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية