الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فمن عفا وأصلح فأجره على الله أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة أمر الله مناديا ينادي : ألا ليقم من كان له على الله أجر فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا فذلك قوله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة نادى مناد : من كان له على الله أجر فليقم فيقوم عنق كثير فيقال لهم : ما أجركم على الله؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمن ظلمنا . وذلك قول الله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله فيقال لهم : ادخلوا الجنة بإذن الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان" عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا وقف العباد للحساب ينادي مناد : ليقم من أجره على الله فليدخل الجنة ثم نادى الثانية ليقم من أجره على الله . قالوا : ومن ذا الذي أجره على الله؟ قال : العافون عن الناس . فقام كذا وكذا ألفا [ ص: 173 ] فدخلوا الجنة بغير حساب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ينادي مناد : من كان أجره على الله فليدخل الجنة . مرتين فيقوم من عفا عن أخيه . قال الله : فمن عفا وأصلح فأجره على الله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أول مناد من عند الله يقول : أين الذين أجرهم على الله؟ فيقوم من عفا في الدنيا فيقول الله . أنتم الذين عفوتم لي بوأتكم الجنة أو قال : ثوابكم الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وابن المنذر ، عن محمد بن المنكدر قال : إذا كان يوم القيامة صرخ صارخ : ألا من كان له على الله حق فليقم . فيقوم من عفا وأصلح .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ينادي مناد يوم القيامة : لا يقوم اليوم أحد إلا من له عند الله يد . فتقول الخلائق : سبحانك بل لك اليد فيقول : بلى من عفا في الدنيا بعد قدرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال موسى بن [ ص: 174 ] عمران : يا رب من أعز عبادك عندك؟ قال : من إذا قدر غفر .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أحمد، وأبو داود عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويبتسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت! قال : إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان . ثم قال : يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية