الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ثم ضرب الله لمن ينفق يريد ما عند الله؛ ولا يمن ولا يؤذي؛ مثلا؛ فقال: ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم ؛ أي: ليطلب مرضاة الله؛ " وتثبيتا من أنفسهم " ؛ أي: ينفقونها مقرين أنها مما يثيب الله عليها. [ ص: 348 ] كمثل جنة بربوة ؛ بفتح الراء؛ و " بربوة " ؛ بالضم؛ و " بربوة " ؛ بالكسر؛ و " برباوة " ؛ وهذا وجه رابع؛ و " الربوة " : ما ارتفع من الأرض؛ و " الجنة " : البستان؛ وكل ما نبت وكثف وكثر؛ وستر بعضه بعضا؛ فهو جنة؛ والموضع المرتفع؛ إذا كان له ما يرويه من الماء؛ فهو أكثر ريعا من المستفل؛ فأعلم الله - عز وجل - أن نفقة هؤلاء المؤمنين تزكو؛ كما يزكو نبت هذه الجنة التي هي في مكان مرتفع؛ أصابها وابل ؛ وهو المطر العظيم القطر؛ فآتت أكلها ؛ أي: ثمرها؛ ويقرأ: " أكلها " ؛ والمعنى واحد؛ ضعفين ؛ أي: مثلين؛ فإن لم يصبها وابل فطل ؛ و " الطل " : المطر الدائم؛ الصغار القطر؛ الذي لا يكاد يسيل منه المثاعب؛ ومعنى: والله بما تعملون بصير ؛ أي: عليم؛ وإذا علمه جازى عليه؛ والذي ارتفع عليه " فطل " ؛ أنه على معنى " فإن لم يصبها وابل فالذي يصيبها طل " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية