الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 570 ] فصل

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وبنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعائشة في شوال من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، ثنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية ، عن عبد الله بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال ، وبنى بي في شوال ، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني ؟ وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال ورواه مسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ، من طرق عن سفيان الثوري به . وقال الترمذي : حسن صحيح ، لا نعرفه إلا من حديث سفيان الثوري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فعلى هذا يكون دخوله بها ، عليه الصلاة والسلام بعد الهجرة بسبعة أشهر أو ثمانية أشهر . وقد حكى القولين ابن جرير ، وقد تقدم في تزويجه عليه الصلاة والسلام بسودة كيفية تزويجه ودخوله بعائشة ، بعد ما قدموا المدينة وأن دخوله بها كان بالسنح نهارا . وهذا خلاف ما يعتاده الناس اليوم . وفي دخوله عليه الصلاة والسلام بها في شوال ، رد لما يتوهمه بعض الناس من كراهية الدخول بين العيدين خشية المفارقة بين [ ص: 571 ] الزوجين ، وهذا ليس بشيء; لما قالته عائشة ، رادة على من توهمه من الناس في ذلك الوقت : تزوجني في شوال ، وبنى بي - أي دخل بي - في شوال ، فأي نسائه كان أحظى عنده مني . فدل هذا على أنها فهمت منه عليه الصلاة والسلام ، أنها أحب نسائه إليه ، وهذا الفهم منها صحيح لما دل على ذلك من الدلائل الواضحة ، ولو لم يكن إلا الحديث الثابت في " صحيح البخاري " عن عمرو بن العاص ، قلت : يا رسول الله ، أي الناس أحب إليك ؟ قال : " عائشة " . قلت : من الرجال ؟ قال : " أبوها " .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية