الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الباء والدال وما بعدهما في الثلاثي

                                                          ( بدر ) الباء والدال والراء ، أصلان : أحدهما كمال الشيء وامتلاؤه ، والآخر الإسراع إلى الشيء . [ أما ] الأول فهو قولهم لكل شيء تم بدر ، وسمي البدر بدرا لتمامه وامتلائه . وقيل لعشرة آلاف درهم بدرة ، لأنها تمام العدد ومنتهاه . وعين بدرة ، أي : ممتلئة . قال شاعر :


                                                          وعين لها حدرة بدرة إلى حاجب غل فيه الشفر

                                                          ويقال لمسك السخلة بدرة . وهذا محمول على العدد ، كأنه سمي بذلك لأنه يسع [ ص: 209 ] هذا العدد . ويقولون غلام بدر : إذا امتلأ شبابا . فأما " بدر " المكان فهو ماء معروف ، نسب إلى رجل اسمه بدر . وأما البوادر من الإنسان وغيره فجمع بادرة ، وهي اللحمة التي بين المنكب والعنق ، وهي من الباب لأنها ممتلئة . قال شاعر :

                                                          وجاءت الخيل محمرا بوادرها والأصل الآخر : قولهم بدرت إلى الشيء وبادرت . وإنما سمي الخطاء بادرة لأنها تبدر من الإنسان عند حدة وغضب . يقال : كانت منه بوادر ، أي : سقطات . ويقال : بدرت دمعته وبادرت : إذا سبقت ، فهي بادرة ، والجمع بوادر . قال كثير :


                                                              إذا قيل هذي دار عزة قادني
                                                          إليها الهوى واستعجلتني البوادر

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية