الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء في مطل الغني أنه ظلم

                                                                                                          1308 حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مطل الغني ظلم وإذا أتبع أحدكم على ملي فليتبع قال وفي الباب عن ابن عمر والشريد بن سويد الثقفي

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( مطل الغني ) أي : تأخيره أداء الدين من وقت إلى وقت بغير عذر ( ظلم ) إن المطل منع أداء ما استحق أداؤه ، وهو حرام من المتمكن ، ولو كان غنيا ، ولكنه ليس متمكنا جاز له التأخير إلى الإمكان ، ذكره النووي ، قال الحافظ : المراد بالغني هنا من قدر على الأداء فأخره ، ولو كان فقيرا ، قال : وقوله مطل الغني هو من إضافة المصدر للفاعل عند الجمهور ، والمعنى أنه يحرم على الغني القادر أن يمطل بالدين بعد استحقاقه بخلاف العاجز ، وقيل هو من إضافة المصدر للمفعول والمعنى يجب وفاء الدين ، ولو كان مستحقه غنيا ، ولا يكون غناه سببا لتأخير حقه عنه ، وإذا كان كذلك في حق [ ص: 446 ] الغني فهو في الفقير أولى ، ولا يخفى بعد هذا التأويل . انتهى . ( فإذا أتبع ) بضم الهمزة القطعية وسكون المثناة الفوقية ، وكسر الموحدة أي : جعل تابعا للغير بطلب الحق وحاصله إذا أحيل ( على ملي ) أي : غني ، قال في النهاية : المليء بالهمزة الثقة الغني ، وقد أولع الناس فيه بترك الهمزة وتشديد الياء . انتهى . ( فليتبع ) بفتح الياء وسكون التاء وفتح الموحدة أي : فليحتل يعني : فليقبل الحوالة ، قال الحافظ ابن حجر في الفتح : معنى قوله أتبع فليتبع أي : أحيل فليحتل ، وقد رواه بهذا اللفظ أحمد ، قال المشهور في الرواية واللغة كما قال النووي إسكان المثناة في أتبع ، وفي فليتبع ، وهو على البناء للمفعول مثل إذا علم فليعلم ، وقال القرطبي أما أتبع فبضم الهمزة وسكون التاء مبنيا لما لم يسم فاعله عند الجميع ، وأما فليتبع فالأكثر على التخفيف ، وقيده بعضهم على التشديد ، والأول أجود . انتهى ، قال الحافظ : وما ادعاه من الاتفاق على أتبع يرده قول الخطابي إن أكثر المحدثين يقولونه بتشديد التاء والصواب التخفيف .




                                                                                                          الخدمات العلمية