الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          لم يجيبوا عن سؤاله لأن ظاهره أنه يطالبهم بمسوغ للعبادة؛ وقد فروا من الإجابة المسوغة إلى قولهم: قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين لم يجدوا مسوغا عقليا؛ ولا نقليا؛ إلا التقليد للآباء؛ كما قال المشركون لمحمد - صلى الله عليه وسلم -: قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ؛ أي أن المسوغ أنا وجدنا آباءنا لها عابدين؛ أي: استمروا على عبادتها؛ وما استمروا عليه فهو حق؛ ولا دليل عندنا سوى ذلك؛ ودل النص على استمرار آبائهم بالوصف بـ "عابدين "؛ لأنه دليل على استمرار عبادتهم لها وحدها؛ والدليل على استمرار عبادتهم لها وحدها تقديم الجار والمجرور على اسم الفاعل؛ وهذا الكلام يدل على أنهم لا يعرفون الله؛ أو يعرفونه ويشركون معه هذه التماثيل؛ من غير حجة ولا برهان.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية