الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          أجابوا عن ذلك الكلام الجاد بقولهم: قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين لقد استغرق الضلال قلوبهم؛ وسد مسامع الإدراك في أفكارهم؛ فحسبوا أن ذلك هو الحق؛ وهو الضلال بعينه؛ قالوا - مستفهمين -: أجئتنا بالحق والاستفهام هنا بمعنى النفي؛ فهو لإنكار الوقوع؛ ومعناه: ما جئتنا بالحق؛ بل أنت من اللاعبين؛ و "أم "؛ للإضراب عن كلامه الحق؛ إذ قد صمت آذانهم عنه؛ أم أنت من اللاعبين واستأنفوا كلاما جديدا؛ وحكموا بأنه من اللاعبين؛ أي أنه يهزل بهذا الكلام؛ ولا يجد؛ ووصفوه بوصف مستمر؛ وهو أنه من اللاعبين؛ ولصغره؛ حيث إنه كان بالنسبة لهم صغير السن؛ وقد أكدوا لعبه بالجملة الاسمية؛ وبـ "أنت "؛ وبإدخاله في صفوف الهازلين; لأنهم لا يعيرون كلامه التفاتا؛ ولا يجعلون له غاية.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية