الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإنه لذكر لك ولقومك أخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه، والبيهقي في "شعب الإيمان" من طرق عن ابن عباس : وإنه لذكر لك ولقومك قال : القرآن شرف لك ولقومك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة : وإنه لذكر لك يعني القرآن، ولقومك يعني من اتبعك من أمتك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 212 ] وأخرج الشافعي وعبد الرزاق ، وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي عن مجاهد في قوله : وإنه لذكر لك ولقومك قال : يقال : ممن هذا الرجل؟ فيقال : من العرب . فيقال : من أي العرب؟ فيقال : من قريش . فيقال : من أي قريش ؟ فيقال : من بني هاشم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عدي، وابن مردويه، عن علي، وابن عباس قالا : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل بمكة ويعدهم الظهور فإذا قالوا : لمن الملك بعدك؟ أمسك فلم يجبهم بشيء؛ لأنه لم يؤمر في ذلك بشيء حتى نزلت : وإنه لذكر لك ولقومك فكان بعد إذا سئل قال : "لقريش " . فلا يجيبوه حتى قبلته الأنصار على ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني، وابن مردويه، عن عدي بن حاتم قال : كنت قاعدا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي فشرني فيهم فقال : وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه ثم قال : وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين [الشعراء : 215،214] يعني قومي فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي والشهيد من قومي والأئمة من قومي إن الله [ ص: 213 ] قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه : مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة [إبراهيم : 24] يعني بها قريشا ، أصلها ثابت يقول : أصلها كرم، وفرعها في السماء يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله، ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله محكمة : لإيلاف قريش إلى آخرها [ قريش : 1] قال عدي بن حاتم : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرت عنده قريش بخير قط إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه وكان كثيرا ما يتلو هذه الآية : وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون . الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية