الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله (تعالى): ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال أوبي معه والطير ؛ [ ص: 243 ] المعنى: " فقلنا يا جبال أوبي معه؛ وتقرأ: " أوبي معه " ؛ على معنى " عودي في التسبيح معه كلما عاد فيه " ؛ ومن قرأ: " أوبي معه " ؛ فمعناه: رجعي معه؛ يقال: " آب؛ يؤوب " ؛ إذا رجع؛ ومعنى " رجعي معه " : سبحي معه؛ ورجعي التسبيح معه؛ " والطير " ؛ و " والطير " ؛ فالرفع من جهتين؛ إحداهما أن يكون نسقا على ما في " أوبي " ؛ المعنى: " يا جبال رجعي التسبيح أنت والطير " ؛ ويجوز أن يكون مرفوعا على البدل؛ المعنى: " يا جبال؛ ويا أيها الطير؛ أوبي معه " ؛ ؛ والنصب من ثلاث جهات: أن يكون عطفا على قوله: ولقد آتينا داود منا فضلا والطير ؛ أي: وسخرنا له الطير؛ حكى ذلك أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء؛ ويجوز أن يكون نصبا على النداء؛ المعنى: " يا جبال أوبي معه والطير " ؛ كأنه قال: " دعونا الجبال والطير " ؛ فـ " الطير " ؛ معطوف على موضع " الجبال " ؛ في الأصل؛ وكل منادى - عند البصريين كلهم - في موضع نصب؛ وقد شرحنا حال المضموم في النداء؛ وأن المعرفة مبني على الضم؛ ويجوز أن يكون " والطير " ؛ نصب على معنى " مع " ؛ كما تقول: " قمت وزيدا " ؛ أي: " قمت مع زيد " ؛ فالمعنى: " أوبي معه ومع الطير " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية