الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : يتخافتون بينهم أي : يخفضون أصواتهم ويخفونها لما يملأ صدورهم من الرعب والهول ، استئناف ببيان ما يأتون وما يذرون حينئذ ، أو حال أخرى من المجرمين ، أي : يقول بعضهم لبعض بطريق المخافتة : إن لبثتم أي : ما لبثتم في الدنيا إلا عشرا أي : عشر ليال ، استقصارا لمدة لبثهم فيها لزوالها ، أو استطالتهم مدة الآخرة ، أو لتأسفهم عليها لما عاينوا الشدائد ، وأيقنوا أنهم استحقوها على إضاعتها في قضاء الأوطار واتباع الشهوات ، أو في القمر وهو الأنسب بحالهم ، فإنهم حين يشاهدون البعث الذي كانوا ينكرونه في الدنيا ويعدونه من قبيل المحالات لا يتمالكون من أن يقولوا ذلك اعترافا به وتحقيقا لسرعة وقوعه ، كأنهم قالوا : قد بعثتم وما لبثتم في القبر إلا مدة يسيرة ، [ ص: 42 ] وإلا فحالهم أفظع من أن تمكنهم من الاشتغال بتذكر أيام النعمة والسرور واستقصارها والتأسف عليها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية