الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين و "نصرنا "؛ معناها: انتصرنا له من القوم الذين كذبوا؛ فـ "نصرناه "؛ متضمنة "انتصرنا "; لأن "انتصر "؛ تتعدى بـ "من "؛ وكانت "له "؛ محذوفة؛ دلت عليها "له "؛ في [ ص: 4899 ] قوله (تعالى): فاستجبنا له والمعنى: انتصفنا له منهم؛ إذ ظلموه بالعناد والسخرية والتحدي والإنكار المستمر؛ والمجادلة بالباطل؛ حتى يئس من إيمانهم؛ وقال الله (تعالى) له: لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون ؛ وقد بين - سبحانه - استحقاقهم لما نزل بهم؛ فقال: إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين هذا بيان لاستحقاقهم ذلك الإغراق وإزالتهم من الوجود؛ وألا يبقى من ذريتهم أحد؛ إذ لا يلدون إلا فاجرا كفارا؛ و "السوء ": هو ما يسوء الناس ويؤذيهم؛ وأضيف السوء إليهم؛ لأنهم لا يصدر عنهم إلا ما يسوء؛ وبسبب ذلك أغرقهم الله أجمعين؛ ولم يبق إلا من حملته السفينة المباركة.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية