الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى

                                                                                                                                                                                                                                      121 - فأكلا أي : آدم وحواء منها فبدت لهما سوآتهما عوراتهما وطفقا طفق يفعل كذا: مثل جعل يفعل ، وهو ككاد في وقوع الخبر فعلا مضارعا إلا أنه للشروع في أول الأمر وكاد للدنو منه يخصفان عليهما من ورق الجنة أي : يلزقان الورق بسوآتهما للتستر وهو ورق التين وعصى آدم ربه فغوى ضل عن الرأي ، وعن ابن عيسى: خاب ، والحاصل أن العصيان وقوع الفعل على خلاف الأمر والنهي وقد يكون عمدا فيكون ذنبا وقد لا يكون عمدا فيكون زلة ولما وصف فعله بالعصيان خرج فعله من أن يكون رشدا فكان غيا لأن الغي خلاف الرشد وفى التصريح بقوله وعصى آدم ربه فغوى والعدول عن قوله وزل آدم ، مزجرة بليغة وموعظة كافة للمكلفين كأنه قيل لهم انظروا أو اعتبروا كيف نعيت على النبي [ ص: 388 ] المعصوم حبيب الله زلته بهذه الغلظة ، فلا تتهاونوا بما يفرط منكم من الصغائر فضلا عن الكبائر

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية