nindex.php?page=treesubj&link=29014_31913_34162nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51ونادى فرعون في قومه قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون nindex.php?page=treesubj&link=29014_31788_31913_32024_32426nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أم أنا خير من هذا الذي هو مهين ولا يكاد يبين nindex.php?page=treesubj&link=29014_31788_31913_32024_32426_34260nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب أو جاء معه الملائكة مقترنين nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51ونادى فرعون في قومه جعلهم محلا لندائه وموقعا له. والمعنى: أنه أمر بالنداء في مجامعهم وأماكنهم من نادى فيها بذلك، فأسند النداء إليه، كقولك: قطع الأمير اللص، إذا أمر بقطعه. ويجوز أن يكون عنده عظماء القبط، فيرفع صوته بذلك فيما بينهم، ثم ينشر عنه في جموع القبط، فكأنه نودي به بينهم فقال:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار يعني
أنهار النيل ومعظمهما أربعة:
نهر الملك، ونهر طولون، ونهر دمياط، ونهر تنيس: قيل: كانت تجري تحت قصره. وقيل: تحت سريره لارتفاعه. وقيل: بين يدي في جناني وبساتيني. ويجوز أن تكون الواو عاطفة للأنهار على ملك
مصر. وتجري: نصب على الحال منها، وأن تكون الواو للحال، واسم الإشارة مبتدأ، والأنهار صفة لاسم الإشارة، وتجري خبر للمبتدأ، وليت شعري كيف ارتقت إلى دعوة الربوبية همة من تعظم بملك
مصر، وعجب الناس من مدى عظمته، وأمر فنودي بها في أسواق
مصر وأزقتها; لئلا تخفى تلك الأبهة والجلالة على صغير ولا كبير وحتى يتربع في صدور الدهماء مقدار عزته وملكوته. وعن الرشيد: أنه لما قرأها قال: لأولينها أخس عبيدي، فولاها الخصيب، وكان على وضوئه. وعن
nindex.php?page=showalam&ids=16445عبد الله بن طاهر أنه وليها، فخرج إليها فلما شارفها ووقع عليها بصره قال: أهي القرية التي افتخر بها
فرعون حتى قال: أليس لي ملك
مصر، والله لهي أقل عندي من أن أدخلها، فثنى عنانه.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أم أنا خير أم هذه متصلة; لأن المعنى: أفلا تبصرون أم تبصرون، إلا أنه وضع قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أنا خير موضع: تبصرون; لأنهم إذا قالوا له: أنت خير، فهم عنده بصراء، وهذا من إنزال السبب منزلة المسبب. ويجوز
[ ص: 450 ] أن تكون منقطعة على: بل أأنا خير، والهمزة للتقرير، وذلك أنه قدم تعديد أسباب الفضل والتقدم عليهم من ملك
مصر وجري الأنهار تحته، ونادى بذلك وملأ به مسامعهم، ثم قال: أنا خير كأنه يقول: أثبت عندكم واستقر أني أنا خير وهذه حالي
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52من هذا الذي هو مهين أي ضعيف حقير. وقرئ: (أما أنا خير)
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52ولا يكاد يبين الكلام لما به من الرتة يريد: أنه ليس معه من العدد وآلات الملك والسياسة ما يعتضد به، وهو في نفسه مخل بما ينعت به الرجال من اللسن والفصاحة، وكانت الأنبياء كلهم أبيناء بلغاء. وأراد بإلقاء الأسورة عليه: إلقاء مقاليد الملك إليه; لأنهم كانوا إذا أرادوا تسويد الرجل سوروه بسوار وطوقوه بطوق من ذهب.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53مقترنين إما مقترنين به من قولك: قرنته فاقترن به، وإما من: اقترنوا، بمعنى تقارنوا: لما وصف نفسه بالملك والعزة ووازن بينه وبين
موسى صلوات الله عليه، فوصفه بالضعف وقلة الأعضاد اعترض فقال: هلا إن كان صادقا ملكه ربه وسوده وسوره، وجعل الملائكة أعضاده وأنصاره. وقرئ: (أساور) جمع أسورة و (أساوير) جمع أسوار وهو السوار، و (أساورة) على تعويض التاء من ياء أساوير. وقرئ: (ألقي عليه أسورة) وأساور، على البناء للفاعل، وهو الله عز وجل.
nindex.php?page=treesubj&link=29014_31913_34162nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=29014_31788_31913_32024_32426nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكَادُ يُبِينُ nindex.php?page=treesubj&link=29014_31788_31913_32024_32426_34260nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ جَعَلَهُمْ مَحِلًّا لِنِدَائِهِ وَمَوْقِعًا لَهُ. وَالْمَعْنَى: أَنَّهُ أَمَرَ بِالنِّدَاءِ في مَجَامِعِهِمْ وَأَمَاكِنِهِمْ مَنْ نَادَى فيها بِذَلِكَ، فَأَسْنَدَ النِّدَاءَ إِلَيْهِ، كَقَوْلِكَ: قَطَعَ الْأَمِيرُ اللِّصَّ، إِذَا أَمَرَ بِقَطْعِهِ. وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ عُظَمَاءُ الْقِبْطِ، فيرْفَعُ صَوْتَهُ بِذَلِكَ فيمَا بَيْنَهُمْ، ثُمَّ يَنْشُرُ عَنْهُ في جُمُوعِ الْقِبْطِ، فَكَأَنَّهُ نُودِيَ بِهِ بَيْنَهُمْ فَقَالَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=51أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ يَعْنِي
أَنْهَارَ النِّيلِ وَمُعْظَمَهُمَا أَرْبَعَةٌ:
نَهْرُ الْمَلِكِ، وَنَهْرُ طُولُونَ، وَنَهْرُ دِمْيَاطٍ، وَنَهْرُ تُنَيْسٍ: قِيلَ: كَانَتْ تَجْرِي تَحْتَ قَصْرِهِ. وَقِيلَ: تَحْتَ سَرِيرِهِ لِارْتِفَاعِهِ. وَقِيلَ: بَيْنَ يَدِي في جِنَانِي وَبَسَاتِينِي. وَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْوَاوُ عَاطِفَةً لِلْأَنْهَارِ عَلَى مُلْكِ
مِصْرَ. وَتَجْرِي: نُصِبَ عَلَى الْحَالِ مِنْهَا، وَأَنْ تَكُونَ الْوَاوُ لِلْحَالِ، وَاسْمُ الْإِشَارَةِ مُبْتَدَأٌ، وَالْأَنْهَارُ صِفَةٌ لِاسْمِ الْإِشَارَةِ، وَتَجْرِي خَبَرٌ لِلْمُبْتَدَأِ، وَلَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ ارْتَقَتْ إِلَى دَعْوَةِ الرُّبُوبِيَّةِ هِمَّةُ مَنْ تَعَظَّمَ بِمُلْكِ
مِصْرَ، وَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ مَدَى عَظَمَتِهِ، وَأَمَرَ فَنُودِيَ بِهَا في أَسْوَاقِ
مِصْرَ وَأَزِقَّتِهَا; لِئَلَّا تَخْفى تِلْكَ الْأُبَّهَةُ وَالْجَلَالَةُ عَلَى صَغِيرٍ وَلَا كَبِيرٍ وَحَتَّى يَتَرَبَّعَ في صُدُورِ الدَّهْمَاءِ مِقْدَارُ عِزَّتِهِ وَمَلَكُوتُهُ. وَعَنِ الرَّشِيدِ: أَنَّهُ لَمَّا قَرَأَهَا قَالَ: لِأُوَلِيَنَّهَا أَخَسَّ عَبِيدِي، فَوَلَّاهَا الْخَصِيبَ، وَكَانَ عَلَى وُضُوئِهِ. وَعَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16445عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ أَنَّهُ وَلِيَهَا، فَخَرَجَ إِلَيْهَا فَلَمَّا شَارَفَهَا وَوَقَعَ عَلَيْهَا بَصَرُهُ قَالَ: أَهِيَ الْقَرْيَةُ الَّتِي افْتَخَرَ بِهَا
فِرْعَوْنُ حَتَّى قَالَ: أَلَيْسَ لِي مُلْكُ
مِصْرَ، وَاللَّهِ لَهِيَ أَقَلُّ عِنْدِي مِنْ أَنْ أَدْخُلَهَا، فَثَنَى عِنَانَهُ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أَمْ أَنَا خَيْرٌ أَمْ هَذِهِ مُتَّصِلَةٌ; لِأَنَّ الْمَعْنَى: أَفَلَا تُبْصِرُونَ أَمْ تُبْصِرُونَ، إِلَّا أَنَّهُ وَضَعَ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52أَنَا خَيْرٌ مَوْضِعَ: تُبْصِرُونَ; لِأَنَّهُمْ إِذَا قَالُوا لَهُ: أَنْتَ خَيْرٌ، فَهُمْ عِنْدَهُ بُصَرَاءُ، وَهَذَا مِنْ إِنْزَالِ السَّبَبِ مَنْزِلَةَ الْمُسَبِّبِ. وَيَجُوزُ
[ ص: 450 ] أَنْ تَكُونَ مُنْقَطِعَةً عَلَى: بَلْ أَأَنَا خَيْرٌ، وَالْهَمْزَةُ لِلتَّقْرِيرِ، وَذَلِكَ أَنَّهُ قَدَّمَ تَعْدِيدَ أَسْبَابِ الْفَضْلِ وَالتَّقَدُّمِ عَلَيْهِمْ مِنْ مُلْكِ
مِصْرَ وَجَرْيِ الْأَنْهَارِ تَحْتَهُ، وَنَادَى بِذَلِكَ وَمَلَأَ بِهِ مَسَامِعَهُمْ، ثُمَّ قَالَ: أَنَا خَيْرٌ كَأَنَّهُ يَقُولُ: أَثَبَتَ عِنْدَكُمْ وَاسْتَقَرَّ أَنِّي أَنَا خَيْرٌ وَهَذِهِ حَالِي
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ أَيْ ضَعِيفٌ حَقِيرٌ. وَقُرِئَ: (أَمَا أَنَا خَيْرٌ)
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=52وَلا يَكَادُ يُبِينُ الْكَلَامُ لِمَا بِهِ مِنَ الرُّتَّةِ يُرِيدُ: أَنَّهُ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْعَدَدِ وَآلَاتِ الْمُلْكِ وَالسِّيَاسَةِ مَا يَعْتَضِدُ بِهِ، وَهُوَ في نَفْسِهِ مُخِلٌّ بِمَا يَنْعَتُ بِهِ الرِّجَالُ مِنَ اللَّسْنِ وَالْفَصَاحَةِ، وَكَانَتِ الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ أَبْيِنَاءُ بُلَغَاءُ. وَأَرَادَ بِإِلْقَاءِ الْأَسْوِرَةِ عَلَيْهِ: إِلْقَاءِ مَقَالِيدِ الْمُلْكِ إِلَيْهِ; لِأَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَرَادُوا تَسْوِيدَ الرَّجُلِ سَوَّرُوهُ بِسَوَارٍ وَطَوَّقُوهُ بِطَوْقٍ مِنْ ذَهَبٍ.
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=53مُقْتَرِنِينَ إِمَّا مُقْتَرِنِينَ بِهِ مِنْ قَوْلِكَ: قَرَنْتُهُ فَاقْتَرَنَ بِهِ، وَإِمَّا مِنِ: اقْتَرَنُوا، بِمَعْنَى تَقَارَنُوا: لَمَّا وَصَفَ نَفْسَهُ بِالْمُلْكِ وَالْعِزَّةِ وَوَازَنَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
مُوسَى صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَوَصَفَهُ بِالضَّعْفِ وَقِلَّةِ الْأَعْضَادِ اعْتَرَضَ فَقَالَ: هَلَّا إِنْ كَانَ صَادِقًا مَلَكَهُ رَبُّهُ وَسَوَّدَهُ وَسَوَّرَهُ، وَجَعَلَ الْمَلَائِكَةَ أَعَضَادَهُ وَأَنْصَارَهُ. وَقُرِئَ: (أَسَاوِرَ) جَمْعُ أَسْوِرَةٍ وَ (أَسَاوِيرُ) جَمْعُ أَسْوَارٍ وَهُوَ السُّوَارُ، وَ (أَسَاوِرَةٌ) عَلَى تَعْوِيضِ التَّاءِ مِنْ يَاءِ أَسَاوِيرَ. وَقُرِئَ: (أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ) وَأَسَاوِرُ، عَلَى الْبِنَاءِ لِلْفَاعِلِ، وَهُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.