الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3407 [ ص: 287 ] باب: من ولي شيئا، فشق أو رفق

                                                                                                                              وهو في النووي في ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص212-213 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن عبد الرحمن بن شماسة ; قال أتيت عائشة أسألها عن شيء. فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم، في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا. إن كان ليموت للرجل منا البعير، فيعطيه البعير. والعبد، فيعطيه العبد. ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنه، لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر ( أخي) : أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول في بيتي هذا: "اللهم! من ولي من أمر أمتي شيئا، فشق عليهم، فاشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئا، فرفق بهم، فارفق به" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              ( عن عبد الرحمن بن شماسة) بفتح الشين وضمها; ( قال: أتيت عائشة لأسألها عن شيء فقالت: من أنت؟ فقلت: رجل من أهل مصر. فقالت: كيف كان صاحبكم لكم، في غزاتكم هذه؟ فقال: ما نقمنا منه شيئا) أي: ما كرهنا. وهو بفتح القاف وكسرها.

                                                                                                                              [ ص: 288 ] ( إن كان ليموت للرجل منا البعير، فيعطيه البعير. والعبد، فيعطيه العبد. ويحتاج إلى النفقة، فيعطيه النفقة. فقالت: أما إنه، لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر - أخي-: أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) .

                                                                                                                              فيه: ينبغي أن يذكر فضل أهل الفضل. ولا يمتنع منه لسبب عداوة ونحوها.

                                                                                                                              واختلفوا في صفة قتل "محمد" هذا;

                                                                                                                              فقيل: قتل في المعركة.

                                                                                                                              وقيل: بل قتل أسيرا بعدها.

                                                                                                                              وقيل: وجد بعدها في خربة، في جوف حمار ميت، فأحرقوه.

                                                                                                                              ( يقول في بيتي هذا) فيه: التثبيت للرواية.

                                                                                                                              ( اللهم! من ولي من أمر أمتي شيئا، فشق عليهم، فاشقق عليه. ومن ولي من أمر أمتي شيئا، فرفق بهم، فارفق به) هذا من أبلغ الزواجر، عن المشقة على الناس. وأعظم الحث على الرفق بهم. وقد تظاهرت الأحاديث بهذا المعنى..




                                                                                                                              الخدمات العلمية