الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وترى كل أمة جاثية الآية . أخرج عبد بن حميد عن عكرمة : وترى كل أمة جاثية قال : متميزة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر ، عن مجاهد وترى كل أمة جاثية قال : مستوفزين على الركب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن الضحاك : وترى كل أمة جاثية يقول : على الركب عند الحساب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد الله بن أحمد في زوائد "الزهد"، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "البعث"، عن عبد الله بن باباه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 302 ] كأني أراكم بالكوم دون جهنم جاثين . ثم قرأ سفيان : وترى كل أمة جاثية .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر في قوله : وترى كل أمة جاثية قال : كل أمة مع نبيها حتى يجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم على كوم قد علا الخلائق فذلك المقام المحمود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، عن قتادة في قوله : كل أمة تدعى إلى كتابها قال : تعلمون أنه ستدعى أمة قبل أمة وقوم قبل قوم ورجل قبل رجل . ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : يمثل لكل أمة يوم القيامة ما كانت تعبد من حجر أو وثن أو خشبة أو دابة، ثم يقال : من كان يعبد شيئا فليتبعه . فيكون أو يجعل - تلك الأوثان قادة إلى النار حتى تقذفهم فيها، فتبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأهل الكتاب، فيقال لليهود : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : كنا نعبد الله [ ص: 303 ] وعزيرا . إلا قليلا منهم، فيقال لهم : أما عزير فليس منكم ولستم منه . فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا . ثم يدعى بالنصارى فيقال لهم : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : كنا نعبد الله والمسيح . إلا قليلا منهم فيقال : أما عيسى فليس منكم ولستم منه . فيؤخذ بهم ذات الشمال فينطلقون ولا يستطيعون مكوثا . وتبقى أمة محمد صلى الله عليه وسلم فيقال لهم : ما كنتم تعبدون؟ فيقولون : كنا نعبد الله وحده، وإنما فارقنا في الدنيا مخافة يومنا هذا . فيؤذن للمؤمنين في السجود، فيسجد المؤمنون وبين كل مؤمن منافق، فيقسو ظهر المنافق عن السجود، ويجعل الله سجود المؤمنين عليه توبيخا وصغارا وحسرة وندامة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية