الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله تعالى : تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون

قوله تعالى : تلفح وجوههم النار ويقال تنفح بمعناه ؛ ومنه ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك . [ ص: 141 ] إلا أن تلفح أبلغ بأسا ؛ يقال : لفحته النار والسموم بحرها أحرقته . ولفحته بالسيف لفحة إذا ضربته به خفيفة . وهم فيها كالحون قال ابن عباس : عابسون . وقال أهل اللغة : الكلوح تكشر في عبوس . والكالح : الذي قد تشمرت شفتاه وبدت أسنانه . قال الأعشى :


وله المقدم لا مثل له ساعة الشدق عن الناب كلح

وقد كلح الرجل كلوحا وكلاحا . وما أقبح كلحته ؛ يراد به الفم وما حواليه . ودهر كالح أي شديد . وعن ابن عباس أيضا وهم فيها كالحون يريد كالذي كلح وتقلصت شفتاه وسال صديده . وقال ابن مسعود : ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار ، وقد بدت أسنانه وقلصت شفتاه . وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : وهم فيها كالحون - قال : تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته قال : هذا حديث حسن صحيح غريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية