الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              85 باب منه

                                                                                                                              وأورده النووي في: ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص39 ج2 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [ ( عن جرير ( قال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم) ; وفي رواية "على النصح لكل مسلم" وفي أخرى "على السمع والطاعة. فلقنني: فيما استطعت، والنصح لكل مسلم" ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              وإنما اقتصر على الصلاة والزكاة، لكونهما قرينتين. وهما أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأظهرها. ولم يذكر الصوم وغيره، لدخولها في السمع والطاعة.

                                                                                                                              وتقييده بالاستطاعة، من كمال شفقته صلى الله عليه وآله وسلم. إذ قد يعجز في بعض الأحوال. فلو لم يقيده بما استطاع، لأخل بما التزم في بعض الحالات. وهذا موافق لقوله تعالى: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها والرواية: "استطعت" بفتح التاء.

                                                                                                                              [ ص: 295 ] وفي هذا الحديث: منقبة ومكرمة لجرير "رضي الله عنه"، رواها الطبراني بإسناده. اختصارها: "أن جريرا أمر مولاه أن يشتري له فرسا. فاشترى له فرسا بثلاثمائة درهم، وجاء به وبصاحبه، لينقده الثمن. فقال جرير لصاحب الفرس: فرسك خير من ثلاثمائة درهم. أتبيعه بأربعمائة درهم؟ قال: ذلك إليك. يا أبا عبد الله! فقال: فرسك خير من ذلك. أتبيعه بخمسمائة درهم؟ ثم لم يزل يزيده مائة فمائة. وصاحبه يرضى. وجرير يقول: فرسك خير، إلى أن بلغ ثمانمائة درهم. فاشتراه بها. فقيل له في ذلك. فقال: إني بايعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، على النصح لكل مسلم" انتهى. وقد تقدم الكلام على تفسير النصيحة قريبا، فراجعه. وبالله التوفيق.




                                                                                                                              الخدمات العلمية