الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى

                                                                                                                                                                                                                                      ومن أعرض عن ذكري أي : عن الهدى الذاكر لي والداعي إلي فإن له في الدنيا معيشة ضنكا ضيقا مصدر وصف به ، ولذلك يستوي فيه المذكر والمؤنث . وقرئ : "ضنكى" كسكرى ، وذلك لأن مجامع همته ومطامح نظره مقصورة على أعراض الدنيا وهو متهالك على ازديادها وخائف من انتقاصها ، بخلاف المؤمن الطالب للآخرة مع أنه قد يضيق الله بشؤم الكفر ويوسع ببركة الإيمان كما قال تعالى : وضربت عليهم الذلة والمسكنة وقال تعالى : ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض وقوله تعالى : ولو أن أهل الكتاب آمنوا إلى قوله تعالى لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم . وقيل : هو الضريع والزقوم في النار ، وقيل : عذاب القبر .

                                                                                                                                                                                                                                      ونحشره وقرئ بسكون الهاء على لفظ الوقف ، وبالجزم عطفا على محل فإن له معيشة ضنكا لأنه جواب الشرط . يوم القيامة أعمى فاقد البصر كما في قوله تعالى : ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما لا أعمى عن الحجة كما قيل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية