الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              3411 باب منه

                                                                                                                              وذكره النووي في: ( الباب المتقدم) .

                                                                                                                              حديث الباب

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص215-216 ج12 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن الحسن; أن عائذ بن عمرو ( وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) : دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم; يقول: "إن شر الرعاء الحطمة" فإياك أن تكون منهم. فقال له: اجلس. فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم ].

                                                                                                                              [ ص: 299 ]

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              [ ص: 299 ] (الشرح) ( عن الحسن; أن عائذ بن عمرو) رضي الله عنه ( وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "دخل على عبيد الله بن زياد، فقال: أي بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: إن شر الرعاء الحطمة) قالوا: هو العنيف في رعيته، لا يرفق بها في سوقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك، وفي سقيها وغيره. ويزحم بعضها ببعض، بحيث يؤذيها ويحطمها.

                                                                                                                              ( فإياك أن تكون منهم. فقال له: اجلس. فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم) يعني: لست من فضلائهم وعلمائهم، وأهل المراتب منهم. بل من سقطهم.

                                                                                                                              "والنخالة" هنا: استعارة من نخالة الدقيق. وهي قشوره. والنخالة، والحفالة، والحثالة: بمعنى واحد.

                                                                                                                              ( فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم، وفي غيرهم) ، هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه، الذي ينقاد له كل مسلم. فإن الصحابة "رضي الله عنهم" كلهم: هم صفوة الناس، وسادات الأمة، وأفضل ممن بعدهم. وكلهم عدول قدوة، لا نخالة فيهم. وإنما جاء التخليط ممن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة.




                                                                                                                              الخدمات العلمية