الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي ، ثنا ابن نمير ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن طارق بن عبد الرحمن ، [ ص: 240 ] قال : وقع الطاعون بالشام فاستعر فيها ، فقال الناس : ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء . فبلغ معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ، فقام خطيبا ، فقال : إنه قد بلغني ما تقولون ، وإنما هذه رحمة ربكم عز وجل ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وكفت الصالحين قبلكم ، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك : أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أم منافق ، وخافوا إمارة الصبيان .

              حدثنا أبو جعفر اليقطيني ، ثنا الحسين بن عبد الله القطان ، ثنا عامر بن سيار ، ثنا عبد الحميد بن بهرام ، عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم من حديث الحارث بن عميرة ، قال : طعن معاذ وأبو عبيدة وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك الأشعري في يوم واحد ، فقال معاذ : إنه رحمة ربكم عز وجل ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وقبض الصالحين قبلكم . اللهم آت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة ، فما أمسى حتى طعن ابنه عبد الرحمن ، بكره الذي كان يكنى به وأحب الخلق إليه ، فرجع من المسجد فوجده مكروبا ، فقال : يا عبد الرحمن كيف أنت ؟ فاستجاب له فقال : يا أبت ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين ) . فقال معاذ : وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين ، فأمسكه ليلة ثم دفنه من الغد ، فطعن معاذ فقال حين اشتد به النزع - نزع الموت - فنزع نزعا لم ينزعه أحد ، وكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال : رب اخنقني خنقتك ، فوعزتك إنك لتعلم أن قلبي يحبك .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية