الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 417 ] وممن توفي فيها من الأعيان : أمير المؤمنين المستكفي بالله أبو الربيع سليمان ابن الحاكم بأمر الله أبي العباس أحمد بن أبي علي الحسن بن أبي بكر بن أبي علي ابن أمير المؤمنين المسترشد بالله الهاشمي العباسي ، البغدادي الأصل ، المصري المولد ، مولده سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، أو في التي قبلها ، وقرأ واشتغل قليلا ، وعهد إليه أبوه بالأمر ، وخطب له عند وفاة والده سنة إحدى وسبعمائة ، وفوض جميع ما يتعلق به من الحل والعقد إلى السلطان الملك الناصر ، وسار إلى غزو التتر ، فشهد مصاف شقحب ، ودخل دمشق في شعبان سنة اثنتين وسبعمائة ، وهو راكب مع السلطان ، وجميع كبراء الجيش مشاة ، ولما أعرض السلطان عن الأمر وانعزل بالكرك ، التمس الأمراء من المستكفي أن يسلطن من ينهض بالملك ، فقلد الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير ، وعقد له اللواء ، وألبسه خلعة السلطنة ، ثم عاد الناصر إلى مصر ، وعزر الخليفة في فعله ، ثم غضب عليه وسيره إلى قوص ، فتوفي في هذه السنة بقوص في مستهل شعبان .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية