الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يا أيها الناس إن وعد الله حق ؛ أي: " ما وعدكم الله من مجازاة فحق " ؛ فلا تغرنكم الحياة الدنيا ؛ أي: وإن كان لكم حظ في الدنيا يغض من دينكم؛ فلا تؤثروا ذلك الحظ؛ ولا يغرنكم بالله الغرور ؛ و " الغرور " : الشيطان؛ ويقرأ: " الغرور " ؛ بضم الغين؛ وهي الأباطيل؛ ويجوز أن يكون " الغرور " : جمع " غار " ؛ و " غرور " ؛ مثل: " قاعد " ؛ و " قعود " ؛ ويجوز أن يكون جمع " غر " ؛ مصدر " غررته؛ غرا " ؛ فأما أن يكون مصدر " غررته؛ غرورا " ؛ [ ص: 264 ] فبعيد؛ لأن المتعدية لا تكاد تقع مصادرها على " فعول " ؛ وقد جاء بعضها على " فعول " ؛ نحو " لزمته؛ لزوما " ؛ و " نهكه المرض؛ نهوكا " ؛ فيجوز: " غررته؛ غرورا " ؛ على ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية