الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فاصبر كما صبر أولو العزم الآية . أخرج ابن أبي حاتم والديلمي عن عائشة قالت : ظل رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما ثم طوى ثم ظل صائما ثم طوى ثم ظل صائما قال : يا عائشة، إن الدنيا لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد، يا عائشة إن الله لم يرض من أولي العزم من الرسل إلا بالصبر على مكروهها والصبر عن محبوبها ثم لم يرض مني إلا أن يكلفني ما كلفهم فقال : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل وإني والله لأصبرن كما صبروا جهدي، ولا قوة إلا بالله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن مردويه، عن ابن عباس قال : أولو العزم من الرسل؛ النبي صلى الله عليه وسلم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ، وأبو الشيخ والبيهقي في "شعب الإيمان"، وابن عساكر ، عن أبي العالية : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل قال : نوح وهود وإبراهيم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا وكانوا ثلاثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابعهم قال نوح : يا قوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله . إلى آخرها [يونس : 71] . فأظهر لهم المفارقة، وقال هود حين قالوا : إن نقول إلا ما اعتراك بعض آلهتنا بسوء . قال : إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه . [هود : 55،54] فأظهر لهم [ ص: 347 ] المفارقة . وقال لإبراهيم : قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم إلى آخر الآية [الممتحنة : 4] فأظهر لهم المفارقة . وقال : يا محمد، قل : إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله [الأنعام : 56] فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فقرأها على المشركين، فأظهر لهم المفارقة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن عساكر ، عن قتادة في قوله : أولو العزم قال : هم نوح وهود وإبراهيم وشعيب وموسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال : أولو العزم إسماعيل ويعقوب وأيوب وليس آدم منهم ولا يونس ولا سليمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد، وابن المنذر ، عن قتادة قال : أولو العزم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل . قال : هم الذين أمروا بالقتال حتى مضوا على ذلك؛ نوح وهود وصالح وموسى وداود وسليمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن مردويه، عن جابر بن عبد الله قال : بلغني أن أولي العزم من الرسل كانوا ثلاثمائة وثلاثة عشر .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية