الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  5324 باب: أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأول فالأول

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في بيان ما جاء من قوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس بلاء الأنبياء" ولفظ الحديث ما رواه الترمذي: حدثنا قتيبة، حدثنا شريك، عن عاصم بن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: قلت: "يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" الحديث. وأخرجه ابن ماجه أيضا، وابن بطال ذكر الترجمة بلفظ الحديث، وهو أولى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ثم الأول فالأول" هكذا وقع في رواية النسفي، وفي رواية الأكثرين "ثم الأمثل فالأمثل" مثل ما في الحديث. والمستملي جمعهما في روايته، ويمكن أن قوله: "ثم الأول فالأول" إشارة إلى ما أخرجه النسائي والحاكم وصححه من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده، فإذا سقاء يقطر عليه من شدة الحمى فقال: إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم .

                                                                                                                                                                                  وإنما قال أولا: "ثم الأمثل" بلفظ "ثم" وقال ثانيا: "فالأمثل" بالفاء للإعلام بالبعد والتراخي في المرتبة بين الأنبياء وغيرهم، وعدم ذلك بين غير الأنبياء؛ إذ لا شك أن البعد بين النبي والولي أكثر من البعد بين ولي وولي; إذ مراتب الأولياء بعضها قريبة من البعض، ولفظ الأول تفسير للأمثل؛ إذ معنى الأول المقدم في الفضل، ولذا لم يعطف عليه بثم، والأمثل الأفضل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية